بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى صحابته الغر الميامين، وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين، ثم أما بعد إن هناك من الأمهات من تواجه بإعتراض الأباء أن يمنعهن من تأديب أولادهن، حيث أنه في بعض الأحيان يعترض الأب على زوجته في تأديب ولدها أو العكس، لذلك لابد من تنسيق العملية التربوية بإتفاق الأبوين على الأهداف والوسائل المرغوبة الواجب تحقيقها في تربية سلوك الأولاد، ويجب عدم الأخذ بأي رأي أو نصيحة يتقدم بها الغرباء، والزوجان المتخاصمان قد تؤدي المشاكل الزوجية وغيرها من المواقف الحياتية الصعبة إلى إهمال مراقبة سلوك الأولاد نتيجة الإنهاك الذي يعتريهما مثل هذه الأجواء تحتاج إلى علاج أسري، وهذه المسألة تكون من إختصاص المرشد النفسي الذي يقدم العون للوالدين.
ويعيد للأسرة جوها التربوي السوي، واعلموا يرحمكم الله ينبغي أن يتم إبعاد الطفل عن كل أمر يفزعه من الأصوات الشنيعة والمناظر الفظيعة والحركات المزعجة فإن ذلك ربما يؤدي إلى إفساد قوته العقلية أو إضعافها، فلا ينتفع بها كما ينبغي بعد كبره، وكما ينبغي أن تنتبه الأم لبكاء الطفل وصراخه وخصوصا من أجل شربه الحليب إذا جاع، ولتعلم الأم أن ولدها ينتفع بذلك انتفاعا عظيما ولا ينتفع بشيء مثل إنتفاعه بالحليب إذا كان صغيرا وسنه لا يتجاوز السنتين، وكما ينبغي للمرضعة سواء كانت أمّا أم لا، إذا أرادت فطام الطفل أن تفطمه بالتدريج، ولا تفاجئه بالفطام وهلة واحدة، وإن الأوامر الهادئة والمصحوبة بالشرح المبسط لأسبابها ومبرراتها، يمكن بها للأب والأم أن ينزعا من نفسية طفلهما الحاجة إلى تأكيد الذات باللجوء إلى العناد.
وإذا كان لديكما طفل واحد، فيستحب أن تخصصا يوما تقضيانه بين الحين والآخر بعيدا عن طفلكما، على أن يتم تركه مع شخص آخر يرتاح إليه الطفل، وتعمدي أيتها الأم أن ترفضي للطفل بعض الطلبات بدون إقناعه مرة ومع إقناعه مرات بسبب الرفض بما يوافق تفكيره البسيط، وأقنعيه ولو بطريقة غير مباشرة أن من حق الوالدين أن يأمراه بما يشاءان بعيدا عن معصية الله تعالي ولو بدون إقناع في بعض الأحيان وأن عليه هو أن يسمع ويطيع، وأنه من الضروري أن تكون اللعبة عند الطفل عادة هامة وذلك بأن تختارا له اللعب التي تجعله يحافظ على حقوق غيره مثل اللعب التي لا تحدث ضوضاء شديدة واللعب التي ترسخ عنده حب الوطن والإستقامة، كما يجب عدم تقديم أية لعبة للطفل تسبب تلوثا في الجو المحيط بالطفل حتى يتعود على المحافظة على البيئة.
من حوله من صغره، ويجب أن تقنعاه دوما بما من شأنه أن يكوّن عنده الإحترام الدائم للغير، وكما يجب عليكما أيها الزوجين أن تشجعا طفلكما على أن يصارحكما بمتاعبه وساعداه على حلها وإستمعا إليه ولا تعاملاه ببرود وعدم إكتراث، ولا تقارنا بين طفلكما وأخيه أو أخته، وإنما يمكنكما أن تقارنا بينه وبين نفسه مثلا بين حال الطفل في هذا العام وحاله في العام الماضي حتى يشعر بقيمته ويدرك الصفات الحسنة التي إكتسبها على مر الأيام ويعرف ما إجتهد فيه وما قصر فيه، ولا تتعجلا نمو طفلكما وإكتسابه العلم والحكمة، فإن له سرعة خاصة لا يمكنه تجاوزها، وكما أنه لا يجوز تخويف الأولاد بالأكاذيب وبالأوهام وبالغول المزعوم وبالظلام.
إضافة تعليق جديد