رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 18 فبراير 2025 11:37 م توقيت القاهرة

القضاء على روح التقليد والتبعية.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد عليه الصلاة والسلام وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ثم أما بعد إن من أهم الأسس والخطوط العريضة التي يجب أن يشاد عليها في التربية هو هيكل المنهج في كل أبوابه وصنوف بحثه ومراحل دراسته، وبالطريقة المناسبة لوعي الطالب وإدراكه وهي العمل على إيجاد خط فكري عقائدي ملتزم يقوم على أساس العقيدة والمفهوم الاسلامي في المجال القيادي، وذلك عن طريق تكوين إيديولوجية واضحة المعالم تملا وعي الطالب ونشاطه الفكري، وأيضا تنمية الروح القيادية عن طريق تنمية روح الإستقلال الحضاري والقضاء على روح التقليد والتبعية.
وذلك ببيان الدور القيادي الذي قامت امتنا به في تأريخها البشري المشرق، وأيضا إيضاح التحديات التي تواجهها الامة الإسلامية وتنمية روح المواجهة بالإعتماد على النفس في دخول ميدان الحضارة كأمة قائدة مؤهلة للعطاء والمشاركة، وكذلك بيان الاسباب الحقيقية لتخلف الأمة الإسلامية وكبوتها مقارنة مع تاريخ نكسات الأمم وكيفية نهوضه وقدرة الأمة الحية الإسلامية على تجاوز عقبات السقوط، وكذلك أيضا العمل على إزاحة التشوية القيادي لحضارتنا، وإقتلاع اليأس والشعور بالنقص الذي دأب أعداء أمتنا على ايجاده وزرعه في ذهن الجيل ونفسه، وبيان مواطن القوة وإمكانات النهوض الكثيرة التي تتمتع بها أمتنا الإسلامية، وكذلك أيضا القضاء على خرافة تفوق من تفوق من الامم، وتخلف من تخلف الى الابد، بإيضاح الخط البياني لحركة التاريخ.
وسير صعود الامم وهبوطه، وتلك هي أهم الأفكار التي يجب تأكيدها والإهتمام بها عند تخطيط المنهج ووضع أسسه العامة وأهدافه النهائية، عندما يراد تخطيط منهج مدرسي للمجتمع الاسلامي الذي يأخذ على عاتقه إعداد أجيال الأمة، وتنقيح ذهنيتها على أساس من فلسفة الاسلام التربوية، وذلك لأن الإسلام أراد للإنسان المسلم أن يقوم بدور طليعي في قيادة البشرية والسير بها في طريق الخير والمحبة والسلام، والوصول الى مرضاة الله سبحانه، حيث قال تعالى " كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر " وكما قال الله تعالي " وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا " وقال " والذين يقولون ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما " فمن هذه المفاهيم وغيرها.
نجد أن الاسلام يريد أن يعد أمة قائدة رائدة في طريق الخير والحضارة المدنية بما لديها من رسالة إنسانية ومفاهيم خيرة ومنهج حياتي فلذلك كان من الواجب على فلسفة التربية الإسلامية أن تواكب الخط الفكري العام والمفهوم الشامل للاسلام، وتؤدي واجبها باعداد الأجيال وتربية أبناء الامة على هذا الاساس، ولكن من المهم هو إبعاد الطفل قدر المستطاع عن ألعاب الكمبيوتر الحديثة لأنها تعلم الطفل الإتكالية والسهولة في الحياة، وكل شيء بضغطة زر، وكذلك تؤصل العنف والإحباط الذاتي، لأن الطفل يصنع لنفسه بطلا بضغطة زر، فإما أن يقتل أو يفشل، لهذا فألعاب الكمبيوتر أخطر من التلفزيون، لأنها تعلم الطفل العنف والإحباط والفشل، غير أن الأطفال مصرون دائما على ممارسة هذه الألعاب المثيرة، والحل هو أن لا أحرمهم من هذه الألعاب بتاتا.
لكن بحدود ضيقة وبأوقات محدودة وأنواع من اللعبات معينة، ثم علينا أن ننمي الهوايات لدى الطفل مثل الرسم والفك والتركيب والنادي العلمي أو التعامل مع الآخرين، وأن أهيئ لهم الصحبة الصالحة التي تزيد من طموحهم ومناقشاتهم ومنافسة أقرانهم، وكذلك علينا أن ننمي لدى الطفل قيمة الهدف الجماعي، وكما يجب أن نعلم الطفل أننا كلنا نحقق الهدف ونكمل الدور الذي بدأه شخص آخر، وهي قيمة مهمة جدا لأنها إحدى القيم الأساسية لدى الفتى القيادي.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.