رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 يناير 2025 3:11 م توقيت القاهرة

شهر محرم يتأكد فيه إجتناب المحرمات

بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، وصفيه وخليله، بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده وعبد ربه مخلصا حتى أتاه اليقين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا إلى يوم الدين أما بعد فاتقوا الله عباد الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية التاريخية الكثير والكثير عن شهر رجب، وكما أنه لا توجد حوادث عظيمة في شهر رجب، حيث قال الإمام ابن رجب وقد روي أنه كان في شهر رجب حوادث عظيمة ولم يصح شيء من ذلك. 

فروي أن النبي صلي الله عليه وسلم ولد في أول ليلة منه وأنه بعث في السابع والعشرين منه وقيل في الخامس والعشرين ولا يصح شيء من ذلك" إذن علينا أن لا نخص شهر رجب إلا بما خصّه الله به ورسوله، أنه شهر محرم يتأكد فيه إجتناب المحرمات، وأنه لا يحل فيه القتال مع الكفار، فإنه شهر محرم، والأشهر الحُرم لا قتال فيها إلا إذا بدؤونا بالقتال، أو كان ذلك سلسلة قتالية امتدّت إلى الشهر المحرم، وقال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة عن شهر رجب أن الراء والجيم والباء أصل يدل على دعم شيء بشيء وتقويته ومن هذا الباب رجبت الشيء أي عظمته فسمي رجب لأنهم كانوا يعظمونه، وقد عظمته الشريعة أيضا، ورجب شهر حرام والأشهر الحرم هي ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر.

وثبت عن أبي بكرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب في حجة الوداع وقال في خطبته "إن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق السماوات والأرض، السنة اثنا عشر شهرا، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان" متفق عليه، فإن قيل لماذا سماه النبي صلى الله عليه وسلم برجب مضر؟ فالجواب فيها قولان، فالأول وهو سمي رجب مضر لأن مضر كانت لا تغيره، بل توقعه في وقته، بخلاف باقي العرب الذين كانوا يغيّرون ويبدلون في الشهور بحسب حالة الحرب عندهم، وإن الذي كانت تفعله العرب في الجاهلية من تحريم أربعة أشهر من السنة عددا لا تحديدا بأسماء الأشهر التي حرمها الله، فيؤخرون بعضها أو يقدمونه ويجعلون مكانه من أشهر الحل ما أرادوا حسب حاجتهم للقتال.

إن ذلك زيادة في الكفر، يضل الشيطان به الذين كفروا، يحلون الذي أخروا تحريمه من الأشهر الأربعة عاما، ويحرمونه عاما ليوافقوا عدد الشهور الأربعة، فيحلوا ما حرم الله منها، زين لهم الشيطان الأعمال السيئة، والله لا يوفق القوم الكافرين إلى الحق والصواب" وأما عن القول الثاني فقيل إن سبب نسبته إلى مضر أنها كانت تزيد في تعظيمه واحترامه فنسب إليهم لذلك، والمراد بقوله تعالي " فلا تظلموا فيهن " أي في الأشهر الحرم، وقد ذكر العلماء أن الذنب فيها مضاعف، فقال قتادة رحمه الله " فلا تظلموا فيهن أنفسكم" فإن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيما، ولكن الله يعظم من أمره ما شاء" 

وقيل المراد لا تظلموا في الشهور كلها أنفسكم، ومسألة عدم القتال في الشهر الحرام كانت ممنوعة في بداية الأمر ثم نسخ هذا، وهذا قول الجمهور، والنسخ بقول الله تعالى " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم" وبغير ذلك من العمومات التي فيها الأمر بقتالهم مطلقا، والدليل أن الرسول المصطفي صلى الله عليه وسلم قاتل أهل الطائف في ذي القعدة وهو من الأشهر الحرم، وقال آخرون لا يجوز ابتداء القتال في الأشهر الحرم وأما استدامته وتكميله إذا كان أوله في غيرها فإنه يجوز، وحملوا قتال النبي صلى الله عليه وسلم لأهل الطائف على ذلك لأن أول قتالهم في حنين في شوال، وهذا إنما هو في جهاد الطلب، أما جهاد الدفع فمشروع في كل زمان، فإذا دهم العدو بلدا للمسلمين وجب على أهلها القتال دفاعا، سواء كان في الشهر الحرام أو في غيره.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.