عبده الشربيني حمام
تسود حالة من التفاؤل الحذر شوارع غزة مع اقتراب سريان اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل، وسط توقعات بأن يفضي هذا الاتفاق إلى وقف مستدام للحرب.
ويؤكد الفلسطينيون في قطاع غزة تشبثهم باستئناف حياتهم بعد أكثر من عام من معاناة تجاوزت كل الحدود، نتيجة الحرب التي دمرت القطاع بشكل شبه كلي.
ويقول المحلل السياسي الفلسطيني حسن سوالمة: "لا يمكن إنكار الثمن الباهظ الذي دفعه الشعب الفلسطيني خلال هذه الحرب، إذ فقد الآلاف من أبنائه وأصيب مئات الآلاف بجروح مختلفة. ومع ذلك، فإن تحرير عدد من الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية يُعدّ إنجازًا يمكن أن يساعد حماس في الحفاظ على جزء من شعبيتها التي شهدت تراجعًا."
ويضيف سوالمة أن هناك شبه إجماع لدى الداخل الفلسطيني على ضرورة التهدئة خلال الفترة القادمة، والدفع باتجاه إعادة إعمار ما تم تدميره، وذلك لتثبيت وجود المواطن الفلسطيني على أرضه.
من جانبها، ترى المختصة في شؤون الشرق الأوسط رجاء مناصفة أن: "حماس نجحت في اختراق إسرائيل وإبراز أسطورة الجيش الذي لا يُقهر كأسطورة، إلا أنها في الوقت ذاته منحت حكومة نتنياهو المتطرفة دعماً دولياً لم تكن تحلم به، إلى جانب الضوء الأخضر الأمريكي لتدمير غزة بذريعة الردع والدفاع عن تل أبيب."
وأضافت: "على غير العادة، لم تنجح الوساطات التقليدية التي تقودها مصر وقطر في احتواء الموقف. القرار في إسرائيل يبدو أنه قد اتُّخذ، وهو استهداف البنية التحتية لحماس وقطاع غزة بشكل كامل، حتى لو كان ثمن ذلك مقتل الأسرى الإسرائيليين لدى حماس."
وكانت وزارة الخارجية المصرية قد دعت، في بيان، المجتمع الدولي لدعم الجهد الإنساني وتقديم المساعدات لقطاع غزة، والبدء في مشروعات التعافي المبكر تمهيدًا لإعادة إعمار القطاع.
وشددت وزارة الخارجية على أهمية أن يشكل هذا الاتفاق بداية لعملية سياسية "جادة وذات مصداقية تقود إلى استعادة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها حقه في تقرير مصيره وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة."
إضافة تعليق جديد