رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 يناير 2025 2:55 م توقيت القاهرة

الخليلان المؤمنان والخليلان الكافران

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على خاتم النبيين محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد إن الصداقة هي صدق الإعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره، والإنسان يحتاج إلى صديق في كل حال، إما عند سوء الحال ليعاونه، وإما عند حسن الحال ليؤانسه، وليضع معروفه عنده، ومن ظن أنه يمكنه الإستغناء عن صديق، فهو مغرور، ومن ظن أن وجود الصديق أمر سهل، فقد جانبه الصواب، ولكثرة نفع الصديق، سئل حكيم عن الصديق فقال هو أنت بالنفس، إلا أنه غيرك بالشخص، فإذا وجد الإنسان أصدقاء ذوي ثقة، وجد بهم عيونا وآذانا وقلوبا كلها له، فيرى الغائب بصورة الشاهد، وإختيار من تميل إليه لتصادقه أمر صعب إذ قد يدافع عنك الإنسان الناقص فتظنه فاضلا. 

وكما أن إختيار الصديق الصالح وصية رب العالمين، حيث قال الله تعالى " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين" أي كل صداقة وصحابة لغير الله فإنها تنقلب يوم القيامة عداوة إلا ما كان لله عز وجل فإنه دائم بدوامه، وقيل أن هناك خليلان مؤمنان، وخليلان كافران، فمات أحد المؤمنين فقال يا رب، إن فلانا كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، يا رب، فلا تضله بعدي، واهده كما هديتني، وأكرمه كما أكرمتني، فإذا مات خليله المؤمن جمع بينهما، فيقول ليثني أحدكما على صاحبه، فيقول يا رب، إنه كان يأمرني بطاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالخير، وينهاني عن الشر، ويخبرني أني ملاقيك، فيقول نعم الخليل، ونعم الأخ، ونعم الصاحب. 

قال ويموت أحد الكافرين فيقول يا رب، إن فلانا كان ينهاني عن طاعتك وطاعة رسولك، ويأمرني بالشر، وينهاني عن الخير، ويخبرني أني غير ملاقيك، فيقول بئس الأخ، وبئس الخليل، وبئس الصاحب، وروى الترمذي عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "خير الأصحاب عند الله خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره" وقال الإمام المباركفوري رحمه الله، قوله صلى الله عليه وسلم "خير الأصحاب عند الله" أي أكثرهم ثوابا عند الله، خيرهم لصاحبه، أي أكثرهم إحسانا إليه، ولو بالنصيحة، وكما أن نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم يحثنا على إختيار الصديق الصالح، حيث إن مجالسة الأصدقاء الصالحين ومرافقتهم في السفر هي خير وسيلة للإقتداء بهم في أقوالهم وأفعالهم.

فللأصدقاء تأثير كبير على من في سنهم، فالصديق الصالح له أثر طيب على صاحبه، والصديق السوء له أثر سيئ على صاحبه، وهذا لا يمكن إنكاره، من أجل ذلك حثنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على حسن اختيار الصديق، وروى الشيخان عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إنما مثل الجليس الصالح، والجليس السوء، كحامل المسك، ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك أي يعطيك مجانا، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحا طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد ريحا خبيثة" بارك لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قلي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفورا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.