بقلم : نسرين حلس- من أميركا
الكلمة تلك الثمرة التي تخرج من افواهنا فتنغرس في آرض الواقع الذي نعيشه فتحدث بغرسها إما زلزالا يقلب الدنيا رأسا علي عقب من تغيير أو توقظ بركانا كان نائما وربما أنها تبقيه هادئا كالنهر الهادئ الجاري الذي لا يؤثر فيه كل ما يمر في داخلهأ وقد تنغرس بهدوء فتطرح ثمارا يستفيد منه الجميع. وتخرج زهورا تعطي الوانا بهية للحياه، المهم هو الوقت المناسب الذي تخرج فيه تلك الكلمة، وهذا نحن ككتاب وصحفيين، منحنا الله ذلك القلم الملئ بحبر كلماتنا وسخره في آيدينا بكل سهولة، فيخرج كلمات قد تكوت كالسهم القوي إن خرجت في وقتها وزمانها فتشع نورا حولها بخروجها لتحدث تغييرا آيجابيا يسعد كل من حوله أو كسهم مكسور معوج إن خرجت في غير وقتها وزمانها ومكانها الذي يجب أن تقال قيه حتى وإن كانت حقيقية وعلى حق
فالكلمة تلك الحرية التي حباها الله ليس فقط للصحفيين والكتاب والإعلاميين وإنما لكل البشر علي كل الأرض . فحرية الكلمة مكفوله شرعا من الله في كل دساتيره، ولكن الأنسان وخاصة من اعطاهم الله تلك الخاصية بامتياز استغلوه استغلالا خاطئا فكانت النتائج لا كما يراد لها ان تكون...فاتت ثمرها مرا أو ربما إنها أحدثت صوت نشازا كان مكروها لآنه في غير وقته ولا غير موضعه
وهنا اتسآءل هل يحق لنا كصحفيين وكاعلاميين وكتاب أن نتحدث بما نريد وكما نريد في أي وقت؟ طالما أن ما نريده هو صلاح للمجتمع؟ أم أن الكلمة تسقط في حضرة الوطن الذي هو كرامة الإنسان؟ آليست الكلمة حرية أو ليس الله كفل لنا حقنا في تلك الحرية فلماذا إذن لا نتحدث ولماذا نصمت؟ وماذا هو موقف القلم من الإنسانيه؟
إن للقلم واجبا ، فهذا القلم الذي يعطينا الكلمة من حق المجتمع عليه آن ينثر حبره في كلام الحق الذي يتناسب والمجتمع والناس وعليه أن يختار العبارات الجيدة التي تلائم الوضع العام المناسب ، فوظيفته الآخلاقية تملي عليه واجبا انسانيا ووطنيا بأن يكون مخلصا لوطنيته وانسانيته وأن يكون حرا طليقا لا ينحاز لطرف دون الأخر بل ينقل ما يريده بكل إخلاص وأريحية. لا أن يكون عبدا لمال وسلطة ولا خادما لحزب، تنظيم أو فصيل ولكن متعطشا لصوت حق، لضمير وطن ولحنو انساني ...لا أن يتحول لخنجر ينسل في جبين الوطن يقطع بها كل الخيوط المترابطة وينهش في المجتمع تحت ستار حرية الرأي، فهو لابد له أن يعرف متى يجب أن ينطق ومتى يجب أن يخرس
كثيرة هي الأقلام و الأصوات التي ترتدي ثوب الفضيلة وتتغنى في حب الوطن و لكنها في حقيقة جوهرها لا تكتب للصالح العام وليس لديها افق انساني يعبر عن واقع الناس والامهم وما هي إلا بوقا لصوت حزب او تنظيم يسعى بكل جهده إيجاد الطريق للدخول لعقول الناس وليس افضل من استغلال آلالام الناس وأوجاعهم لأقناع الناس وبكل اريحية وسهولة بما يريد أن بفعل، مستغلا النبش في أوجاعهم واحلامهم واللحظات الصعبة التي يمرون بها مع استخدام العبارات الرنانة، وهو لا يدري انه فيما يفعل يكون هو نفسه سببا من أسباب تلك المشاكل
كم بات ملاحظا في السنوات الأخيرة كيف آن البعض استغل موهبته كثيرا في التحدث للناس بلسان باهر إلى أن وصلنا إلى ما نحن فيه اليوم من حال فكل يتغنى لمصلحة المجتمع منتقدا كل ما يحدث بدون تقديم حلول بديلة الكل يتغنى بالنقد والرفض فقط لكل ما يحدث مجيشا الناس علي التغيير وهذا ليس خطأ فيما لو تم تقديم البديل القوي وأن يكون هناك حلول سحرية بديلة تستطيع أن تخرجهم من واقعهم المزري إلا واقع وردي جميل يحل لهم مشاكلهم ويحقق لهم احلامهم أو على الآقل يدلهم على الطريق لا أن يقلب حياتهم رأسا على عقب فقط لمجرد التغيير وأن يترك كل شئ بدون حلول ليصبح الواقع أسوء مما كان عليه قبلا
كم هي تلك الوجوه المفضوحة الجميلة والاقلام المنمقة في كتابتها، المعشوقة من قبل متابعيها وقراءها التي سقطت مؤخرا في وحل المال والشهرة ولم تحترم حق الكلمة في الإنسانيه فبات صوتها ضعيفا مفضوحا بعد أن عاليا مدويا ذلك أن كثيرا من الناس استطاعت بعد كل ما عانت ان تفرق الطيب والغث بين من يحبها حقا وبين من يلعب على وتر أوجاعها ليصل إلى مبتغاه ….ثمن كبير باهظ دفعته الشعوب حتى وصلت إلى هذه القناعة
الثمن الآكبر ندفعه نحن الكتاب عندما يضعنا القراء والمتابعين في نفس السلة فنخرج كلنا فاسدين في اعينهم وهذا ظلم كبير. فليس كل من حمل القلم كاتب وليس كل من كتب خان الكلمة. وعليه فيجب أن نعرف أن الكلمة آمانه نحملها في اعناقنا ما حيينا إلى يوم مماتنا فلنجعلها دوما مفاتح للآبواب العتيده بالتقرب للناس خدمة للآنسانيه وإذا كان القلم يسقط في حضرة الوطن فهو لن يسقط في حضرة الإنسانيه التي أغلى من كل شئ . فدم الإنسان هو الأغلى والآقيم بين كل المخلوقات وهو الأعظم
التعليقات
أضافه رامي في خميس 23 / 06 / 2016 الرابط الثابت
كل التحية والتقدير
إضافة تعليق جديد