رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 23 أبريل 2025 2:44 ص توقيت القاهرة

يا معشر قريش اللطيمة اللطيمة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله ثم الحمد لله نحمده ونستعين به ونستهديه ونستغفره، نحمده سبحانه أحاط بكل شيء خبرا، ونحمده بأن جعل لكل شيء قدرا، وأسبغ علينا وعلى العالمين من حفظـه سترا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله، أرسله رحمة للعالمين كافة عذرا ونذر، اللهم صلي على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، ومن تبعهم ووالاهم بإحسان إلى يوم الدين ثم أما بعد، لما بلغ أبا سفيان بن حرب خبر مسير رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصحابه من المدينة المنورة بقصد إعتراض قافلته وإحتوائها، فبادر إلى تحويل مسارها إلى طريق الساحل، كما أرسل ضمضم بن عمرو الغفارى الكنانى إلى قريش ليستنفرهم لإنقاذ أموالهم وليخبرهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض لها في أصحابه. 

فقد كان أبو سفيان يتلقط أخبار المسلمين، ويسأل عن تحركاتهم، بل يتحسس أخبارهم بنفسه، فقد تقدم إلى بدر بنفسه، وسأل من كان هناك هل رأيتم من أحد؟ قالوا لا، إلا رجلين، قال أرونى مناخ ركابهما، فأروه، فأخذ البعر ففته فإذا هو فيه النوى، فقال هذا والله علائف يثرب، فقد إستطاع أن يعرف تحركات عدوه، حتى خبر السرية الإستطلاعية عن طريق غذاء دوابها، بفحصه البعر الذى خلفته الإبل، إذ عرف أن الرجلين من المدينة أى من المسلمين، وبالتالي فقافلته في خطر، فأرسل ضمضم بن عمرو الغفارى الكنانى إلى قريش وغيَّر طريق القافلة، واتجه نحو ساحل بحر القلزم وهو البحر الأحمر حاليا، وقد وصل ضمضم بن عمرو الغفارى إلى مكة، وقد حول رحله وجدع أنف بعيره، وشق قميصه من قبل ومن دُبر، ودخل مكة وهو ينادى بأعلى صوته.

"يا معشر قريش، اللطيمة، اللطيمة، أموالكم مع أبى سفيان قد عرض لها محمد فى أصحابه، لا أرى أن تدركوها، الغوث، الغوث" فتحفز الناس سراعا، وقالوا أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمى؟ كلا، والله ليعلمن غير ذلك، فكانوا بين رجلين إما خارج، وإما باعث مكانه رجلا، وأوعبوا في الخروج، فلم يتخلف من أشرافهم أحد سوى أبى لهب بن عبد المطلب الهاشمي القرشى، فإنه عوض عنه رجلا كان له عليه دين، ولم يتخلف عنهم أحد من بطون قريش إلا بني عدى، فلم يخرج منهم أحد، ولما فرغوا من جهازهم وأجمعوا على المسير تذكرت قريش ما كان بينهم وبين بنى بكر بن عبد مناة بن كنانة من الحرب، وكاد ذلك أن يثنيهم عن الخروج وقالوا إنا نخشى أن يأتونا من خلفنا، وكانت الحرب بين قريش وبنى بكر بن عبد مناة لدماء بينهم.

ويعتقد المسلمون أن إبليس تمثل لهم على صورة سراقة بن مالك المدلجى الكنانى، وكان سراقة أحد أشراف كنانة، وقال لهم لا غالب لكم اليوم من الناس وأنا جار لكم من أن تأتيكم كنانة بشيء تكرهونه، فخرجوا سراعا، وقد نزل قول الله تعالى فى القرآن الكريم يصف هذه الحادثة، فقال الله تعالى " وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لا غالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلما ترأت الفئتان نكص على عقبيه وقال إنى بريء منكم إنى أرى ما لا ترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب" وكان قوام جيش قريش نحو ألف وثلاثمئة مقاتل فى بداية سيره، وكان معه مئة فرس وستمئة درع، وجمال كثيرة لا يعرف عددها بالضبط، وكان قائده العام أبا جهل وهو عمرو بن هشام المخزومي القرشي.

وكان القائمون بتموينه تسعة رجال من أشراف قريش، فكانوا ينحرون يوما تسعا ويوما عشرا من الإبل وقيل أن عدد جيش قريش كان ألفا، وكان معهم مئتا فرس يقودونها إلى جانب جمالهم، ومعهم القيان يضربون بالدفوف، ويغنين بهجاء المسلمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.