بقلم د /سماح عزازي
عزيزي القارئ إليك ترتيب الكتاب بشكل كامل من أول الغلاف: "بني إسرائيل: من النبوّة إلى الاحتلال"
قراءة في التاريخ والدين والسياسة
الصفحة الاولي الغلاف الأمامي:
بنو إسرائيل من النبوّة إلى التيه
ومن الاحتلال إلى المؤامرة
بقلم د. سماح عزازي
الصفحة الثانية (إهداء):
(إهداء)
إلى روح والدي الحبيب، ( الحاج كامل احمد عزازي)
رحمه الله وغفر له واسكنه جنة عرضها السموات والارض ذلك الرجل الذي كانت جلساته مدرسة، والذي علّمني أن الكلمة موقف، وأن التاريخ ليس مجرّد سردٍ لما كان، بل مسؤولية تجاه ما يكون. في نقاشاته تبلورت ملامح شخصيتي، وبصبره ووعيه وسعة صدره تعلّمت كيف أفكر، ومن دفء كلماته ورثت حب الكتابة، ومن صمته أدركت أن الكلمة حين تُقال، يجب أن تُقال حقًا.
إليه، من علّمني كيف أكون قويّة حين تضعف القلوب، ومن غرس في داخلي شخصية قيادية لا تنكسر، ومن منحني حرية التفكير، والثقة بالنفس، ومن كان يردّد دائمًا: "صاحب الحق عينه قويّة"، فنشأتُ على يقين أن الحق لا يُخجل، وأن صوته يعلو ولا يُكسر.
إليه، من لم يكن مجرّد أب، بل كان بوصلتي في الحياة، ومدرستي الأولى في الفكر والشجاعة والصدق.
إلى من غرس في قلبي حبّ الحق والعدل، ورحل قبل أن يرى هذا العمل يكتمل، لكن حضوره في روحي لا يغيب.
رحمك الله يا أبي، وجعل هذا العمل امتدادًا لرسالتك في حياتي، وفي ميزان حسناتك. فكلماتي اليوم، ما هي إلا صدى لما علّمتني إياه بالأمس.
الصفحة الثالثة (افتتاحية من القرأن الكريم ):
بسم الله الرحمن الرحيم
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قال الله تعالى عن بني إسرائيل في كتابه الكريم:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ} (الجاثية: 16)
{سَلْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمْ آتَيْنَاهُم مِّنْ آيَةٍ بَيِّنَةٍ ۗ} (البقرة: 211)
{لَقَدْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَأَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ رُسُلًا ۖ كُلَّمَا جَاءَهُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنفُسُهُمْ فَرِيقًا كَذَّبُوا وَفَرِيقًا يَقْتُلُونَ} (المائدة: 70)
{وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم...} (الصف: 6)
"وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْكِتَٰبِ لَتُفْسِدُنَّ فِي ٱلْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا" (الإسراء: 4) ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صدق الله العظيم
الصفحة الرابعة (مقدمة المؤلف)
مقدمة المؤلف
ليست كتابة هذا الكتاب مغامرة فكرية عابرة، بل هي التزام وجداني وعقائدي، ونداء للبحث عن الحقيقة في طيات التاريخ، وفهم ما جرى، كي نفهم ما يجري. فقد ظلّت قصة بني إسرائيل واحدة من أكثر القصص إشكالًا وتشعبًا في التاريخ الإنساني، قصة تبدأ بنبوّة وتنتهي — حتى الآن — في مشاريع استعمارية معقّدة تتغلغل في شرايين العالم الحديث.
منذ سنوات طويلة، وأنا أتابع هذا الملف الشائك، مدفوعة بأسئلة لا تهدأ: لماذا عاد بنو إسرائيل إلى صدارة المشهد بعد قرون من الشتات؟ وكيف تحوّلت رسالة التوحيد إلى أدوات نفوذ وهيمنة؟ وأين تبدأ الحقيقة؟ وأين تنتهي الأسطورة؟ وما الذي جعل من التاريخ المقدّس مشروعًا سياسياً، يشتبك مع الدين، ويغتصب الأرض، ويصوغ خرائط الوعي المعاصر؟
لقد سعيت في هذا الكتاب إلى بناء سردية متكاملة، تستند إلى النصوص القطعية من القرآن الكريم والسنّة النبوية المطهّرة، وتُستنطق من خلالها أحداث التاريخ بعيدًا عن التهويل أو التحريف. فهذا الكتاب لا يزعم الحياد في معركة الحق والباطل، لكنه يزعم الانحياز للحقيقة، والتحرّي الصادق في تتبع مسار أمة اختارها الله يومًا، ثم غضب عليها حين بدّلت النعمة كفرًا، والرسالة طغيانًا.
إنها رحلة تبدأ من يعقوب عليه السلام، مرورًا بأنبياء بني إسرائيل، ثم التيه، والمُلك، والسبي، والمذابح، والشتات، وانتهاءً بقيام كيان صهيوني غاصب، يستمد مشروعيته الزائفة من سردية دينية مغلوطة، وتحالفات عالمية مريبة. رحلةٌ لا تخلو من مفاجآت، وخيانات، ودماء، لكنها في جوهرها تحمل عبرًا لمن أراد أن يعتبر.
أسأل الله أن يكون هذا الجهد خالصًا لوجهه الكريم، وأن يسهم في بناء وعيٍ نقيّ، يتسلّح بالمعرفة في وجه الزيف، وبالحق في وجه الباطل، وبالإيمان في وجه الغطرسة المادية التي لا تعرف للإنسانية قيمة.
د. سماح عزازي
من أرض الكنانة أم الدنيا
رجب 1446هـ - أبريل 2025م
الصفحة الخامسة (جدول المحتويات):
جدول المحتويات
مقدمة الكتاب
الفصل الأول: من يعقوب عليه السلام إلى الصراع الكبير
الفصل الثاني: الأنبياء وتاريخ بني إسرائيل المبكر
الفصل الثالث: التيه والتحولات الكبرى
الفصل الرابع: السبي البابلي وبداية الانغلاق العقائدي
الفصل الخامس: تحريف التوراة وظهور التلمود
الفصل السادس: الحروب الصليبية وأطماع الغرب في أرض الأنبياء
الفصل السابع: من وعد بلفور إلى قيام الكيان الصهيوني
الفصل الثامن: الماسونية، الفتن، وتفكك الأمة العربية
الفصل التاسع: الخداع في الحروب العالمية
الفصل العاشر: دور الإعلام في تعزيز الرواية الصهيونية
الفصل الحادي عشر: فلسطين من الانتداب البريطاني إلى النكبة
الفصل الثاني عشر: مقاومة الاحتلال في فلسطين والعالم العربي
الفصل الثالث عشر: الصهيونية وتفكيك الهوية العربية
الفصل الرابع عشر: الأنظمة العربية والصراع الفلسطيني
الفصل الخامس عشر: التحولات العالمية بعد 11 سبتمبر 2001
الفصل السادس عشر: الصراع في الشرق الأوسط في القرن الواحد والعشرين
الفصل السابع عشر: المقاومة كحل وحيد
الفصل الثامن عشر: الوعي العربي والمستقبل
الخامتة
مقدمة الكتاب
.المقدمة.
أهمية دراسة تاريخ بني إسرائيل إنّ دراسة تاريخ بني إسرائيل ليست مجرّد استعراض لأحداثٍ مضت، بل هي رحلة غائرة في أعماق التاريخ الإنساني، بما يحمله من عبرٍ ودروسٍ تشكّل معالم الوعي البشري في أبعاده الدينية والسياسية والاجتماعية. منذ بدايتهم، كانت قصة بني إسرائيل مرآةً للتجربة البشرية بين الإيمان والابتلاء، بين الوعد والعقاب، وكانت أمتهم محلّ أنظار الأنبياء والمصلحين، تختبرها السنن الإلهية في كل مرحلة من مراحل النعمة والمحنة.
من خلال هذا التاريخ الطويل، تنكشف لنا حقائق مهمّة لفهم كثيرٍ من الظواهر التي ما تزال تُلقي بظلالها على العالم المعاصر. سواء في سياق الديانات الإبراهيمية، أو في تفسير الصراعات السياسية والروحية اليوم، فإن دراسة تحولات بني إسرائيل تقدم مفتاحًا لفهم أحداث العصر الحديث.
لماذا عادوا إلى المشهد الحديث؟
لعدة قرون، بدت قصة بني إسرائيل وكأنها انطوت في طيّات التاريخ، خاصة بعد أن ذاقوا مرارة الشتات وتدمير الهيكل، وتعرضوا للسبي البابلي والتنقّل بين الأمم. لكنّ القرن العشرين شهد عودتهم المفاجئة إلى المشهد السياسي العالمي، من خلال إقامة كيانٍ صهيوني في قلب فلسطين، في مشهدٍ أعاد صياغة التاريخ من جديد، وأشعل صراعاتٍ لم تهدأ حتى اليوم.
فلماذا عادوا؟
وكيف استطاعوا، رغم التشتت، الحفاظ على هويتهم وثقافتهم؟ وما سرّ هذا المشروع الذي جمع بين الدين والسياسة، بين المظلومية التاريخية والطموحات الاستعمارية؟ وكيف تحوّلوا من أمةٍ مشتتة إلى قوةٍ مؤثرة في صنع القرار العالمي؟
بين النبوّة والفتنة... كيف تحوّلت الرسالة إلى مشروع استعماري؟
لقد كانت رسالة بني إسرائيل في بدايتها رسالة توحيد وعدل ورحمة، تحملها نبوّات متتالية أرسلها الله لهدايتهم وإنقاذهم من الغواية. لكن مع الوقت، ومع تراكم الانحرافات ورفض الأنبياء وقتلهم، تحوّلت هذه الرسالة إلى أداةٍ للسيطرة والنفوذ، وتحوّل المشروع من دعوةٍ ربانية إلى خطّة استعمارية مغلّفة برداء ديني.
في هذا الكتاب، نتتبّع خيوط هذا التحوّل الخطير منذ يعقوب عليه السلام، مرورًا بفترات النبوّة والملك، ثم الشتات، فظهور الصهيونية والماسونية، وصولًا إلى "وعد بلفور" وما أعقبه من أحداث مأساوية في فلسطين والعالم العربي.
تمهيدٌ لما هو قادم... بهذه المقدمة، نضع القارئ أمام صورة شاملة لبني إسرائيل: من النبوّة إلى التيه، ومن الاحتلال إلى المؤامرة. ونهيّئه لفصول هذا الكتاب، التي ستكشف بدقة وتحليلٍ موثّق كيف انتقلت أمةٌ من موقع الرسالة إلى مركز الصراع، وكيف أصبح التاريخ يُعاد تدويره لخدمة مشروعٍ عالميٍ يتخفّى خلف شعاراتٍ دينية، بينما جوهره الحقيقي سياسي واقتصادي بامتياز.
المقال القادم سيتناول الفصل الأول من كتاب 'بني إسرائيل: من النبوّة إلى الاحتلال'، الذي يركز على شخصية النبي يعقوب عليه السلام. سيتناول هذا الفصل شرح باستفاضة نشأة يعقوب، علاقته بأنبياء بني إسرائيل، وتحولات مسيرته بين الإيمان والابتلاء، مع تسليط الضوء على دوره الكبير في تاريخ بني إسرائيل."
"حقوق النشر محفوظة
للمؤلفة د/ سماح عزازي"
إضافة تعليق جديد