رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 13 أغسطس 2025 10:28 ص توقيت القاهرة

مفاهيم الإدارة العلمية

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد، لقد أمرنا الله عز وجل بالإصلاح، والسعي دائما نحو الإصلاح والتقدم، وإنه يجب أن يكون هدف الإصلاح التربوي هو إيجاد تغييرات كبيرة، وليس مجرد إصلاحات جزئية هنا وهناك، ولكن كثيرا ما تعوق التداعيات السياسية تحقيق هذا الهدف، ومع ذلك فإن الإصلاحيين والباحثين نادرا ما يواجهونها بشكل مباشر، فإذا غيرت حكومات معينة هذه الظروف، فإن من المحتمل أن تعمل تحولات لاحقة في التوجه السياسي على إبطالها، وفي النهاية فإن التربويين سيحسنون من أدائهم ليسيطروا على الرأي العام. 

الذي تعتمد عليه الحكومات، وذلك بجعل ممارساتهم وجهودهم التحسينية شديدة الوضوح، وبمساهمتهم في إيجاد حركة إجتماعية واسعة من أجل تحولات كبيرة وعميقة وراسخة في التعليم العام مما يفيد جميع الطلاب، وكما أنه لا يتحقق الإصلاح العميق والراسخ والراقي بالتعاميم الرسمية، ولا بإستراتيجيات الصدمة والتقليد، ولا بالإصلاحات السريعة، وإن توقع صنع تقدم كامل في الأبعاد الثلاثة، العمق والإمتداد الزمني والسعة في نفس الوقت أمر غير واقعي، وإن الإصلاح الثلاثي الأبعاد عمل متوازن وطموح ومعقد ومثير للجدل في نفس الوقت، ومن الواجب على أولئك الذين يعتقدون خلاف ذلك أن يسألوا أنفسهم، لماذا عانت الإستراتيجيات الأسهل والأقصر مدى من الفشل المستمر حتى الآن؟ وإذا تحدثنا عن الإصلاح فنضرب مثال علي ذلك وهو" تايلور " 

وهو مؤسس الإدارة العلمية هو فريدريك تايلور، وكان يعمل مهندسا بإحدى الشركات الصلب في الولايات المتحدة الأمريكية، ونشر تايلور أفكاره في كتاب "الإدارة العلمية" عام ألف وتسعمائة وإحدي عشر ميلادي، وأوضح أن الهدف الرئيسي للإدارة هو الحصول على أكبر قدر من الرفاهية لصاحب العمل والعمال، وركز تايلور على الجانب الفني من العمل ولم يعتني بالجانب البشري على الرغم من إدراكه لأهمية هذا الجانب، وكانت الفكرة الرئيسية لمدرسة الإدارة العلمية أنه يمكن تحقيق زيادة الإنتاجية عن طريق إتباع اسلوب علمي فوامه التخصص والتدريب الفني وتحليل العمل إلى جزئياته ودراسة كل جزئية على حده حتى تحدد حركاته الأساسية والزمن الذي يستغرقه أداؤه، وتصميم المصنع بالشكل الذي يضمن انسياب الخامات للآلات وتحرك العامل لأداء واجبه. 

وتتلخص مفاهيم الإدارة العلمية في إحداث ثورة عقلية لدى الإدارة العلمية والعمال، وإحلال الأساليب العلمية محل المفاهيم القديمة، وإستخدام الطرق العلمية في إختيار وتدريب العمال، والعمل على توفير جو من التعاون بين العمال والإدارة، والتركيز على وظيفة التخطيط وفصلها عن وظيفة التنفيذ، وتطبيق مبدأ التخصص في وظائف الإشراف، وقوبلت الإدارة العلمية بمقاومة عنيفة وخاصة من النقابات العمالية، ومن سلبيات هذا الأسلوب في الإدارة أن تايلور تعامل مع الإنسان كتعامله مع الآلة وتجاهله للعلاقات والمشاعر الإنسانية، وإعتباره أن زيادة الأجر هو المحرك الرئيسي لرفع مستوى الأداء، ومطالبته للعمال بأداء معدلات مرتفعة من الإنتاجية دون مقابلتها بأجور أعلى، وكما حصر تايلور إهتمامه بالمستوى التشغيلي للمصنع وإغفاله النواحي الأخرى في العملية الإدارية.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
5 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.