رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 16 يناير 2025 1:03 م توقيت القاهرة

لرحلة الإسراء دروس وأهداف عظيمة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحابته والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد روى الإمام أحمد والطبرانى عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من جابههم إلا ما أصابهم من لأواء، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك، قالوا يا رسول الله وأين هم؟ قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس" ولقد كرّم الله عزوجل رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بهذه المعجزة العظيمة، وكانت وسيلة لتثبيت قلب الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، بعد ما لقيه من البلاء، ولهذه الرحلة دروس وأهداف عظيمة أهمها أنه امتلاء قلب النبي صلى الله عليه وسلم.

باليقين والراحة والثقة بالله سبحانه وتعالى، وذلك بعدما رأى مظاهر قدرة الله عز وجل العظيمة وآثار رحمته سبحانه،  وكذلك توطئة لرحلة الهجرة، ورؤية النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، لشيء من الغيب الذي بلغه للناس، حيث رأى الجنة والنار، ورأى النعيم والعذاب فيهما، فكانت رحلة الإسراء والمعراج تثبيت لمن آمن بالله تعالى، واختبار وتمحيص لمن كان إيمانه ضعيف، وبالتالي يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، المتردد في إيمانه الضعيف فيه، والمؤمن الحق القوي المخلص، فتخلص صفوف المؤمنين من ضعاف الإيمان ويبقى فيه الثابتون الأقوياء لبدء رحلة الهجرة الجديدة، وكذلك شجاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومواجهته للمشركين، حيث جهر بالحق وواجههم بما تنكره عقولهم ولا تدركه تصوراتهم، وأيضا تسلية الرسول صلى الله عليه وسلم وتثبيته. 

فقد بيّن الله عز وجل، أنه ناصره، وجاعل رسالته تمتد حتى تصل إلى بيت المقدس، ومسخرا له الجند من السماء، فكل محنة منحة، وكان ذلك تكريما عظيما لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، حتى تتعادل الصورة في رحلة الإسراء والمعراج كان لا بد لرسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرى بعض المشاهد من النار، لتكتمل بذلك له رؤية العالم الغيبي ودار الجزاء بشقّيها الجنة والنار، ولكن من المؤكد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يدخل النار ليتعرف عليها كما فعل في الجنة، إنما هي فقط الرؤية والنظر من بعيد، أو لعلها مشاهد تجسيمية رآها رسول الله صلى لله عليه وسلم وهو في مكان آخر بعيد تماما عن حر النار وسمومها، وإن سياق بعض الأحاديث يوحي أن رؤية هذه المشاهد المؤلمة من مشاهد النار كان بعد دخول الجنة. 

حيث جاء ذلك في الرواية نفسها التي ذكرت أمر بلال بن رباح رضي الله عنه، ثم ذكرت اجتماع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع ثلاثة من الأنبياء عليهم السلام، فإنها ذكرت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد لقاء موسى وعيسى وإبراهيم عليهم السلام، نظر في النار، وإن بعد كل هذه الأعمال الصالحة من صلاة وصيام وصدقة وجهاد، وغيرها يمكن للسان أن يذهب بكل هذا الخير، ويُورد صاحبه النار، لهذا كانت هذه المشاهد المفجعة التي رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم في رحلته إلى السماء ومع هذا فمشاهد النار لم تكن كثيرة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.