رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 يناير 2025 11:55 م توقيت القاهرة

أهداف الرحلة السماوية المباركة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الاربعاء الموافق 15 يناير 2025
الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره إقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى، وبعد ذكرت المصادر التاريخية الإسلامية الكثير والكثير عن رحلة الإسراء والمعراج، وإن أحد أهداف الرحلة هو إسعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسليته، ومن ثم كان الانتقال بسرعة لمشهد آخر سعيد، ولكن هل الناس الذين شاهدهم النبى صلى الله عليه وسلم يعذبون أثناء إسرائه مشاهدة حقيقية أم أنها لضرب المثل ؟ وإذا كانت حقيقية فهل هؤلاء الناس من أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، أم كانوا من أمم قبلنا ؟ وهل من الممكن أن يكونوا من أمم سابقة وقامت قيامتهم وحوسبوا وأدخلهم الله النار ؟ وإن كانوا من أمة النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فكيف يعذبون والقيامة لم تقم؟ فكل هذه الأسئله تدور فى أذهان الناس. 

ولقد قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، وفي هذا الحديث من الفوائد أن الإسراء وقع مرارا يقظة ومناما على أنحاء شتى، وفيه أن بعض العصاة يعذبون في البرزخ، ومما يؤيد ذلك أن الإمام أحمد قد روى حديث النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم" رأيت ليلة أسري بي رجلا يسبح في نهر ويلقم الحجارة فسألت ما هذا؟ فقيل لي آكل الربا" وأما مسألة هؤلاء المعذبين وهل هم من هذه الأمة أم من الأمم السابقة ؟ ففيهم أناس من هذه الأمة قطعا، فعن أنس بن مالك رضى الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" رأيت ليلة أسري بي رجالا تقرض شفاههم بمقاريض من نار فقلت يا جبريل من هؤلاء؟ قال هؤلاء خطباء من أمتك، يأمرون الناس بالبر وينسون أنفسهم وهم يتلون الكتاب أفلا يعقلون" رواه أحمد، ولقد قيل أيضا أنه عندما أسري بالنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. 

فى الإسراء والمعراج، قد إصطحب جبريل عليه السلام حبيبنا إلى السماء، فوقف جبريل ولم يكمل، حتى سأله النبي صلى الله عليه وسلم، لماذا توقف؟ ثم قال جبريل عليه السلام لكل منا مقام معلوم يا رسول الله، إذا أنت تقدّمت اخترقت، وإذا أنا تقدّمت احترقت، وصار جبريل كالحلس البالي من خشية الله، فتقدم النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، إلى سدرة المنتهى واقترب منها، حتى سمع صرير الأقلام، وسبحان الله، فكيف أن جبريل سيد الملائكة لم يكمل مع النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، حتى سمع ما سمع، وفي سوره الحجر قال الله تعالى " وحفظناها من كل شيطان رجيم، إلا من استرق السمع فاتبعه شهاب مبين" وقيل أن جبريل أعلى من الشياطين مكانة، ولم يسمع شيئا، والشياطين تسترق السمع؟ فقيل فى هذا أنه لا علاقة ولا تعارض. 

بين تمكن الشياطين من استراق السمع، وبين ما رُوي أن جبريل عليه السلام لم يتجاوز سدرة المنتهى في السماء السابعة لأن الشياطين إنما تسترق السمع مما تتكلم به الملائكة في السماء الدنيا، بل ما في السحاب، ثم إن أحاديث الإسراء والمعراج مشهورة معلومة بأسانيدها، وليس في شيء منها حسب ما اطلعنا عليه التصريح بما ذكرناه الآن عن جبريل عليه السلام، وإنما ورد في بعض آثار لم نقف على سند لها ما يفيد أن جبريل عليه السلام فارق النبي صلى الله عليه وسلم عند سدرة المنتهى، ومن ذلك ما نقله النووي عن القاضي عياض أن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قال" فارقني جبريل وانقطعت عني الأصوات" ومنها كذلك ما حكاه ابن عاشور في تفسيره عن مقاتل في قوله تعالى كما جاء فى سورة الصافات " وما منا إلا له مقام معلوم " 

وقد قيل أنه إذا كان حساب الناس فى الآخرة قسم إلى الجنة، والآخر إلى جهنم، فكيف بالآيات التي تتحدث عن الجنة ونعيمها، كالآية الكريمة " وجاء ربك والملك صفا صفا؟ والرسول صلى الله عليه وسلم في ليلة المعراج مرّ على جهنم، ورأى النساء يعذبن؟ فإنه لا تعارض بين كون الحساب إنما يقع في القيامة، وبين ما رآه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من أصناف المعذبين حين عرضت عليه النار، وذلك أن هذا من أمور الغيب التي يجب تفويض الأمر فيها لله تعالى، وتسليمها له لقصور العقول عن إدراك حقائقها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.