رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 7 أبريل 2025 5:40 م توقيت القاهرة

قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين، الحمد لله أبدع ما أوجد، وأتقن ما صنع، وكل شيء لجبروته ذلّ ولعظمته خضع، سبحانه وبحمده في رحمته الرجاء، وفي عفوه الطمع، وأثني عليه وأشكره، فكم من خير أفاض ومكروه دفع، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعالى في مجده وتقدس وفي خلقه تفرد وأبدع، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله أفضل مقتدى به وأكمل متّبع، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أهل الفضل والتقى والورع، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ولنهج الحق لزم واتّبع، وسلم تسليما كثيرا أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله فالحياة يعقبها الممات، والأتراب يسلمون للتراب، سبق القوم بكثرة الصلاة والصوم، هجروا لذيذ المنام، وغايتهم دار السلام، فالجد الجد رحمكم الله من أجل أن تغنموا، والبدار البدار من قبل أن تندموا. 

واطرقوا في الدجى ثم أما بعد قال أبو هريرة رضى الله عنه قلت يا رسول الله وهل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال " نعم هل تتمارون في رؤية الشمس والقمر ليلة البدر ؟ " قلنا لا، قال صلى الله عليه وسلم" فكذلك لا تتمارون في رؤية ربكم تعالى، ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره الله محاضرة، حتى إنه ليقول للرجل منهم يا فلان بن فلان، أتذكر يوم عملت كذا وكذا ؟ يذكره ببعض غدراته في الدنيا فيقول أى رب، أفلم تغفر لي ؟ فيقول بلى فبسعة مغفرتي بلغت منزلتك هذه، قال فبينما هم على ذلك غشيتهم سحابة من فوقهم، فأمطرت عليهم طيبا لم يجدوا مثل ريحه شيئا قط " قال ثم يقول ربنا عز وجل "قوموا إلى ما أعددت لكم من الكرامة، وخذوا ما اشتهيتم " قال" فنأتي سوقا قد حفت به الملائكة، 

فيها ما لم تنظر العيون إلى مثله، ولم تسمع الآذان ولم يخطر على القلوب، قال فيحمل لنا ما اشتهينا، ليس يباع فيه شيء ولا يشترى، وفي ذلك السوق يلقى أهل الجنة بعضهم بعضا " قال " فيقبل الرجل ذو المنزلة الرفيعة، فيلقى من هو دونه وما فيهم دنيء فيروعه ما يرى عليه من اللباس، فما ينقضي آخر حديثه حتى يتمثل عليه أحسن منه وذلك لأنه لا ينبغي لأحد أن يحزن فيها، ثم ننصرف إلى منازلنا، فيتلقانا أزواجنا فيقلن مرحبا وأهلا بحبنا، لقد جئت وإن بك من الجمال والطيب أفضل مما فارقتنا عليه، فيقول إنا جالسنا اليوم ربنا الجبار عز وجل وبحقنا أن ننقلب بمثل ما انقلبنا به " وأن من علامات قبول صيام العبد، هو أن تكون أحواله العبادية والسلوكية بعد إنتهاء شهر رمضان أفضل مما كان من قبله، بالإضافة إلى المسارعة والإقبال على الطاعات والقربات والنوافل. 

فالنفس التى تعودت الصبر والعفو والتسامح إبتغاء مرضاة الله تعالي، عليها أن تداوم على ذلك، ومن إعتاد البذل والعطاء فى شهر رمضان عليه ألا يحرم نفسه هذا الفضل العظيم بعد رمضان، وخصوصا وأننا مازلنا فى جائحة وفى شدة، وفى الشدائد تعظم الأعمال وتعظم الأجور عن غيرها من الأوقات، فاللهم لك الحمد على أن بلغتنا شهر رمضان، واللهم تقبل منا الصيام والقيام، وأحسن لنا الختام، واللهم اجبر كسرنا على فراق شهرنا، وأعده علينا أعواما عديدة وأزمنة مديدة، واجعله شاهدا لنا لا علينا، اللهم اجعلنا فيه من عتقائك من النار، واجعلنا فيه من المقبولين الفائزين، فاللهم تقبل أعمالنا واغفر لنا واكتبنا من عبادك الصالحين فى يوم الدين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.