رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 7 أبريل 2025 10:28 م توقيت القاهرة

ماذا يحدث في غـــــ، زة الآن؟ بقلم: د/ سماح عزازي

غـ، زة، المدينة المحاصرة منذ سنوات، تعيش اليوم على وقع حــ، رب لم تُبقِ فيها شيئًا على حاله. نارٌ لا تخمد، ودم لا يجف، وأصوات أطفال تختنق تحت الركام… هذا ليس وصفًا دراميًا، بل مشهدٌ يومي في شريط من الألم لا ينتهي.
الميدان: حــ، رب بلا نهاية
من خان يونس إلى رفــ، ح، تنتقل آلة الحرب الإسرائيـ، لية كجرافة لا تعبأ بما تهدم، تتحدث عن "أهداف دقيقة"، لكن الدقة لا تعني شيئًا عندما تتحول كل بناية إلى قبر جماعي.
الجيش الإسرائيـ، لي أعلن انسحابًا من بعض المناطق، لكن مراقبين يرون أن ذلك لا يعني إلا مزيدًا من "إعادة الانتشار" استعدادًا لموجة تدمير جديدة، خاصة في رفــ، ح، حيث تراكم أكثر من مليون نازح في مساحة لا تتسع لأحلامهم، فكيف لأجسادهم؟
الإنسان تحت الحصار: أرقام تدمع لها العيون
أكثر من 33,000 شهيـ، د، ثلثاهم من الأطفال والنساء،
بحسب وزارة الصحة في غـ، زة.
نحو 1.7 مليون نازح بلا مأوى، بلا ماء، بلا غذاء.
نظام صحي منهار بالكامل، وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه "عاجز عن الاستمرار".
في تقرير حديث، قالت منظمة الأمم المتحدة:
"غـ، زة تعيش واحدة من أسرع الأزمات الإنسانية تفاقمًا في العصر الحديث، حيث الجوع، والمرض، والتشرد، باتوا واقعًا يوميًا لملايين المدنيين."
وفي تصريح للمفوضية السامية لحقوق الإنسان:
"هناك مؤشرات قوية على ارتكاب جـ، رائم حــ، رب في غـ، زة، ويجب فتح تحقيقات عاجلة ومستقلة."
سياسة لا تسمع.. ومفاوضات لا ترى
بين جولات تفاوض تنهار قبل أن تبدأ، يستمر العدّاد في صعوده. تقول إسرائيل إن استعادة الأسرى أولوية، بينما تصرّ المقاومة الفلســ، طينية على ضرورة وقف العدوان وضمان انسحاب الجيش.
المساعي الدولية تبدو حتى الآن غير قادرة على فرض أي صيغة لوقف إطلاق النار، رغم ضغوط أمريكية متزايدة، ومطالبات عربية وأوروبية بوضع حدٍّ للمذبحة.
العالم بين الصمت والغضب
رغم المواقف الرسمية الباردة، هناك بركان شعبي عالمي يتفاعل مع ما يحدث:
احتجاجات طلابية ضخمة في جامعات كبرى مثل هارفارد وكولومبيا.
حملات مقاطعة متصاعدة ضد الشركات الداعمة لإسرائيل.
منظمات دولية تحذر من انهيار كامل للنظام الإنساني
في غـ، زة خلال أسابيع.
حتى في واشنطن، بدأ التململ يظهر داخل أروقة الكونغرس، حيث قالت النائبة إلهان عمر:
"ما يحدث في غــ، زة ليس دفاعًا عن النفس، بل إبادة موجهة ضد شعب محاصر."
غــ، زة لا تسقط… ولكنها تنزف
رغم القصف، رغم الحصار، رغم الموت، لا تزال غــ، زة تقف – مجازًا وفعليًا – على قدميها. فيها أمهات يُرضعن أطفالهن من الأمل، ومعلمون يدرّسون بين الأنقاض، وأطباء يجرون عمليات جراحية في ممرات بلا كهرباء.
لكن إلى متى؟ وإلى أين؟ هل يُعقل أن يتحول الضمير العالمي إلى آلة مكسورة لا تصدر إلا بيانات شجب باردة؟
نداء من بين الركام
نحن لا نكتب عن غـ، زة، بل عنها. نكتب ونحن ندرك أن كل كلمة قد تكون صرخة طفل، أو دمعة أم، أو نفسًا أخيرًا خرج ولم يجد من ينقذه.
هذه لحظة على الصحافة الحرة، وعلى الضمير الإنساني،
أن يقفا مع الحقيقة، بلا مواربة.
أنقذوا غـ، زة، لا بالكلمات فقط، بل بالأفعال.
بالموقف بالضغط بالصوت.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.