رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 27 نوفمبر 2025 2:35 م توقيت القاهرة

فوائد جمار النخل

بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين ولي الصالحين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، وعلى آله وصحبه والتابعين ثم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير عن فوائد جمار النخل، وأما عن الجمار فيقول الحافظ ابن حجر الجمار بضم الجيم وتشديد الميم هو قلب النخلة، وهو معروف، وذكر فيه حديث ابن عمر رضي الله عنهما "من الشجرة شجرة كالرجل المؤمن" وقد تقدمت مباحثه في كتاب العلم، وليس فيه ذكر البيع لكن الأكل منه يقتضي جواز بيعه وقاله ابن المنير، ويحتمل أن يكون أشار إلى أنه لم يجد حديثا على شرطه يدل بمطابقته على بيع الجمار، وقال في موضع آخر وفيه دليل أن بيع الجمار جائز لأن كل ما جاز أكله جاز بيعه، ولكونه من المجمع عليه، وأجيب بأن ذلك لا يمنع من التنبيه عليه لأنه أورده عقب حديث النهي. 

عن بيع الثمار حتى يبدو صلاحها، فكأنه يقول لعل متخيلا يتخيل أن هذا من ذاك، وليس كذلك، وفيه دليل على جواز تجمير النخل، وقد بوب عليه في الأطعمة لئلا يظن أن ذلك من باب إضاعة المال، وقال في موضع آخر، قد سبق الوهم إلى بعض المعاصرين فانتقد على من جمر نخلة واحدة بعد أخرى ليقتات بالجمار تحرجا، وتورعا مما في أيدي الناس لما عدم قوته المعتاد في بعض الأحيان، وزعم هذا المعترض إن هذا إفساد خاص للمال وفساد عام في المال، وربما يلحقه بنهي مالك عن بيع التمر قبل زهوه على القطع إذا كثر ذلك، لأن فيه تسببا إلى تقليل الأقوات، وفي إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري بعض فوائد الجمار فقال الجمار بضم الجيم وفتح الميم مشددة ويسمى الجذب بالتحريك وشحم النخل وهو قلبها بالضم ورطبه الحلو بارد يابس في الأولى وقيل في الثانية يعقل البطن.

وينفع من المرة الصفراء والحرارة والدم الحاد وينفع في علاج خشونة الحلق أكلا وضمادا وكذا من الطاعون ويختم القروح، وقال الصنعاني في سبل السلام عن رافع بن خديج قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " لا قطع في ثمر ولا كثر" هو بفتح الكاف وفتح المثلثة جمار النخل وهو شحمه الذي في وسط النخلة كما في النهاية رواه المذكورون وهم أحمد والأربعة وصححه أيضا الترمذي، وابن حبان كما صححا ما قبله قال الطحاوي الحديث تلقته الأمة بالقبول، والثمر المراد به ما كان معلقا في النخل قبل أن يجذ ويحرز وعلى هذا تأوله الإمام الشافعي وقال حوائط المدينة ليست بحرز وأكثرها تدخل من جوانبها والثمر إسم جامع للرطب واليابس من الرطب والعنب وغيرهما كما في البدر المنير وأما الكثر فوقع تفسيره في رواية النسائي بالجمار والجمار بالجيم آخره راء بزنة رمان. 

وهو شحم النخل الذي في وسط النخلة كما في النهاية والحديث فيه دليل على أنه لا يجوز القطع في سرقة الثمر والكثر وظاهره سواء كان على ظهر المنبت له أو قد جذ وإلى هذا ذهب أبو حنيفة قال في نهاية المجتهد قال أبو حنيفة لا قطع في طعام ولا فيما أصله مباح كالصيد والحطب والحشيش وعمدته في منعه القطع في الطعام الرطب قوله صلى الله عليه وسلم "لا قطع في ثمر ولا كثر" وعند الجمهور أنه يقطع في كل محرز سواء كان على أصله باقيا أو قد جذ سواء كان أصله مباحا كالحشيش ونحوه أولا قالوا لعموم الآية والأحاديث الواردة في اشتراط النصاب وأما حديث لا قطع في ثمر ولا كثر فقال الشافعي إنه أخرج على ما كان عليه عادة أهل المدينة من عدم إحراز حوائطها فترك القطع لعدم الحرز فإذا أحرزت الحوائط كانت كغيره. 

ويقول عبد الفتاح الجمل في التقاليد العربية نجد قمة الكرم عندما يذبح المضيف نخلة إكراما لضيوفه ويطعمهم جمارها، أي قلب النخلة، وهو ثمر طري يشبه اللوز الني، اللهم أعل كلمة الحق والدين، وانصر الإسلام، وأعز المسلمين، وأذل الشرك والمشركين، دمر أعداءك أعداء الدين اجعل تدميرهم في تدبيرهم، اجعل الدائرة تدور عليهم يا رب العالمين، انصر عبادك المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وفي شمالها وجنوبها، إنك على ما تشاء قدير، وبالإجابة جدير.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
12 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.