بقلم : عفيفى عبد الحميد ..... نائب رئيس التحرير
ما من مخلوق خلقه الله يكره الحريه و الانطلاق كيفما يشاء وقتما يشاء . يفعل ما يشاء . وقتما يشاء . فالله خلق الناس أحرارا ولكن هذه الحريات لابد أن تكون فيها شىء من التقييد . فأنت حر مالم تضر . و تنتهى حريه الشخص عندما تتجاوز ليتضرر منها الآخرين . فليست هناك حرية مطلقة و إلا فلماذا حرم الله القتل و السرقة و العدوان و الظلم ؟
و كما أن الثورة المصرية أعطت المواطن المصرى كثيرا من الحقوق التى كان يقتقدها قبها إلا أن خلفت مثالب كثيرة. منها دعوى الحريات و الديمقراطية التى إكتسبها المواطن بعد الثورة . فكانت الحريات قبل الثورة مكبوته تماما تكاد تكون منعدمة . ثم اصبحت بين يوم و ليلة متاحة تماما للجميع . هذا بالضبط مثل أن تحبس رجل لبضعة ايام دون أكل او شرب ثم تضع له فجأة خروف مشوى . انظر ماذا يفعل ؟ على الفور تجده يلتهم الطعام حتى أنه قد يقضى على حياته بسبب الافراط فى الأكل . و هذا ما فعلته بنا ثورة يناير الكل اصبح له رأى و يعتقد أن رأيه هو الصحيح و ما دونه الباطل . الكل اصبح مفتى و فتواه هى الصواب وما دونها باطل . فقد شكك البعض فى البخارى و مسلم بدعوى الابداع و تجديد الخطاب الدينى و الحريات . و البعض الاخر لمجرد أنه تواجد فى ميدان التحرير وقت الثورة حتى ولو كان يذهب لقضاء مصلحة و اضطرته الظروف للمرور فى هذا المكان أصبح من الثوار الحكماء الذين يضعون ملامح الدولة . ولهم الحق فى رسم مستقبل البلاد و العباد . حتى شاعت بين الناس مصطلحات لم تكن لها هذا الشيوع من قبل فأصبحت كلمة ( ناشط سياسى و خبير استراتيجى و النخبة ) على كل لسان وأصبحت مهنة من لا مهنة له و توارت بعض المبادىء الى الخلف ليحل محلها أخرى فنجد على الفضائيات ما لا يرضى عدو و لا حبيب من السباب و الطعن فى وطنية البعض و عدم إحترام آرا ء البعض .
و فى الجانب الآخر تجد الذين استفادوا من الثورة و كونوا ثروة لا يحلمون بها تحولوا بقدرة قادر الى رجال إقتصاد من الطراز الاول . ومن لهم الحق فى الفتوى تراجعوا الى الخلف . و تشدق بها من لا يعرف أصول الفتوى و زعموا أنهم من أولياء الله الصالحين و شككوا الناس فى أمور دينهم و آخرتهم . فقد أطلق الرجل اللحيه ليستحل لنفسه ما حرم الله فى بعض الاحيان و البعض أراد الشهرة و جمع المال . و أصبح الممثل إعلامى كبير و مقدم برامج يناقش أمور الحلال و الحرام و الفتوى و السياسة . و ربما يكون هو نفسه لا يعلم عنها شىء . و أصبح رجل الاعلام المتخصص ينتظر الفتات فهو من رواد المقاهى لا يجد ما يقيت به أهله ويطالب بالتحرى و الحياد . شىء لا يوجد إلا فى مصر . و لم يحدث إلا بعد الثورة . أن تجد كل فئات المجتمع تتحدث فى كل شىء . تجد رجل السياسة يفتى فى أمور الدين و رجل الدين تحول الى سياسة . تجد العامل فى بعض الأحيان رجل إقتصاد مع كل الإحترام لجميع الفئات وفى النهاية لم يتغيير شىء بالنسبة للمواطن البسيط فهو مازال ينحت فى الصخر للحصول على قوت يومه . ويظل الكل يحارب بعضه طمعا فى منصب أو مريدا للشهرة أو سعيا للحصول على أكبر قدر من المال
لك الله يا مصر ......... لك الله يا مصر
التعليقات
أضافه atef في جمعة 20 / 05 / 2016 الرابط الثابت
الاصلاح يآتى من قمه الهرم
إضافة تعليق جديد