بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم، أما بعد إن من حق الطفل علينا في الإسلام أن نخبره أن الإيمان بالله سبحانه وتعالى هو الركن الأول من أركان الإسلام الخمسة أي الأعمدة التي يقوم عليها الإسلام، ونخبره بوجود الله معنا دائما ونحكي له القصص الإسلامية التي تدل علي ذلك، فقيل أنه كان يعيش في قديم الزمان رجل كثير الذنوب يداوم على معصية الله تعالى وإستمر على ذلك حتى حضرته الوفاة، فقال لأبناءه إذا متّ فاحرقوا جثتي ثم اسحقوها حتى تكون رمادا.
ثم انفخوا هذا الرماد في الجو في أماكن كثيرة من البحر حتى يذوب رمادي في ماءه وتتناقله الأمواج فلا يكون لي أثر، ثم قال لهم" فو الله لئن قدر عليّ ربي ليعذبني عذابا ما عذبه أحدا" فلما مات فعلوا ما أمرهم أبوهم فقال الله تعالى للأرض أدّي ما أخذت فتجمعت ذرات الرماد وقام الرجل ماثلا أمام الله سبحانه فسأله عن السبب الذي من أجله أوصى أولاده بذلك وهو سبحانه اعلم فقال الرجل " خشيتك يارب" فغفر الله تعالى له بسبب خشيته له، وقيل أنه كان تاجر يعيش في زمن بعيد فكان يبيع للآخرين ويشتري مهم، وذات يوم توفى هذا التاجر فإستقبلت الملائكة روحه، وقالوا له هل فعلت من الخير شيئا؟ فقال لهم كنت أرسل فتياني إلى من لي عليه دين ليجمعوا لي هذه الديون ولكني كنت أوصيهم بأنهم إذا وجدوا أحدا معسرا، أي لا يستطيع دفع دينه أن يتجاوزوا عنه.
ولا يأخذوا منه شيئا وكنت أقول لهم تجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عنا" فغفر الله تعالى له وتجاوز عنه بسبب تجاوزه عن المعسرين، وفي يوم من الأيام دخل الغني مع صديقه الفقير حديقة الغني الواسعة وقد إمتلأت بأشجار العنب والنخيل وفجر الله تعالى في وسطها نهرا، فإغتر الغني بإتساع الحديقة وكثرة ثمارها، فقال لصاحبه ما أظن أن تنتهي ثمار هذه الحديقة وزاد غروره فإدعى أنه لو مات فلن يحرم من خيراتها بعد مماته، فنصحه صديقه الفقير بألا يكفر بالله، وألا يتكبر بنعمه وقال له أنظر إلي أنا أقل منك في المال والولد، ولكن عسى ربي أن يعطيني خيرا مما أعطاك، فلماذا لا تقول" ما شاء الله، لاقوة إلا بالله؟ أي أن كل هذا من فضل الله ولا يستطيع الحفاظ عليه غير الله تعالي، لكن الغني لم يستمع لنصيحته وفي الصباح دخل الغني حديقته ليتمتع بما فيه من خيرات وجمال.
فوجد مفاجأة قاسية في إنتظاره، فقد وجد حديقته بلا ثمار ولا أوراق، فقد فسدت ثمارها وتساقطت أوراق أشجارها، فأخذ يضرب كفا بكف من هول المفاجأة وندم على ما قاله لصديقه وقال " يا ليتني لم أشرك بربي أحدا، وهكذا تكون كل من اغتر بنعمة الله ولم يشكره على نعمه ،ولم يعتمد على ربه ليحفظها له، وإن من مراحل تعليم الطفل حب الإسلام هي المرحلة السابعة حتى العاشرة، وفي هذه المرحلة ينبغي أن نحبب إليهم الإسلام من جانبين، أولا كدين له أركان منها شهادة التوحيد، فإذا عرفوا الله تعالى في وقت مبكر تنامت هذه المعرفة، وتراكم هذا العلم وتعمقت تلك التجربة وكلما ازدادوا يوما في عمرهم، إزدادوا قربا من الله عز وجل، فالذي يشب على طاعة الله شيء والذي يتعرف إلى الله في وقت متأخر شيء آخر "وكلا وعد الله الحسنى"
إضافة تعليق جديد