رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 12 يوليو 2025 7:28 م توقيت القاهرة

حين سكنْتَ القلب من ديوان: "انثي لا تنتظر " بقلم د/سماح عزازي

حين سكنْتَ القلب
من ديوان: "انثي لا تنتظر "
بقلم د/سماح عزازي
دعني... فقد ضلَّ الكلامُ طريقَهُ
وتلعثمَ المعنى، وجفَّ المَنبعا
إني نسيتُ الحرفَ مذ عيناكَ قد
أشعلْنَ في لغتي الهوى المتورِّعا
وتركتُني بينَ القصائدِ نغمةً
تسري إليكَ، وتستبيحُ الموضعا
فامكثْ قليلًا، إنني أنثى غفتْ
بينَ الحروفِ، وعنكَ لا تتمنَّعا...
ميّلْ برأسِكَ فوق صدري واسمَعَـا
دقّاتِ قلبٍ في هواكَ تلوَّعا
ميّلْ برأسِكَ فوق صدري واسمَعَـا
دقّاتِ قلبٍ في هواكَ تلوَّعا
كلُّ الذينَ أتَوا... مرّوا وغابوا
لمّا سكنتَ أضلُعي وتربّعا
لا تحرمنِي من عبيركَ، إنّني
ظمأى إليكَ... وشوقُ روحي ما انقضى
لا تظنّنِي هوَيتُكَ لاعبةً
لا والذي أبكى المدامعَ في الدُّجى
أنتَ الذي همستَ: "أُحبُّكِ" مرّةً
فمضيتُ دونَ إرادةٍ... أتَصدّعا
ما عدتُ أدرِي بعدَ حُبِّكَ مَنْ أنا
فالعمرُ قبلكَ كانَ صمتًا مُوجِعا
قد كنتُ وحدي، لا أُلامسُ نجمةً
حتى أتيتَ، فصارَ قلبيَ موضعا
يا وردتي... يا من نمتْ أنفاسُها
فوقَ الجراحِ، وجمَّلتْني أضلُعا
يا غيمتي إن جفَّ دمعُ مواسِمي
هل لي سواكَ على الأسى أنْ أرجعا؟
علّمتني أن الهوى إن خالطتْ
أنفاسُهُ روحي، فلن يتصدّعا
فابقَ، ولا تبتعدْ، فكم بكَ عشتُ
وبقربِكَ ارتويتُ أمنًا ومَرتعى
إن كنتَ راحلاً، فخذْ أنفاسيَ
واتركْ فؤادي في الطريقِ مُوزّعا
أو فامنحنِي مِن راحتيكَ سكينتي
فالعشقُ نارٌ ما استطعتُ لها درى
ما كنتُ أدرِي أن فيكَ نهايتي
لكنّها... كانتْ بدايةَ مُبتدَى
فاذكرنِي إن مررتَ بخاطركَ
واغفرْ لفتاةٍ هامَتْ بكَ وتجزّعا
يا مَنْ سكبتَ النورَ في أحداقِنا
وملأتَ بالعطرِ المساءَ المُتعبا
قل لي، لِماذا كلُّ هذا الغُموضُ؟
ألستَ من أحيا الأمانَ وأخصبا؟
أم كنتَ حلمًا مرَّ بينَ جوانحي
فاستنزفَ الأشواقَ، ثم تَسربا؟
ما بينَ وهمِكَ واليقينِ وقفتُ
وعلى ضفائرِ دمعتي ما أرهبا
قل لي أحبّك... مثلما قد قلتها
في لحظةٍ، جعلتْ جليدِيَ يلتهبَا
واحضنْ يديّ، ففي ارتعاشةِ كفِّها
تسكنْ جميعُ خياناتِكَ وتُحسَبَا
كُن صادقًا، إن كنتَ تمضي راحلاً
فدعِ المودّةَ في الرحيلِ مرَحّبا
وامسحْ ملامحَنا من الأمسِ الذي
أبقى اشتياقي في يديكَ مُقيّدا
فأنا التي منكَ ارتوتْ، ثم انتهتْ
ظمأً جديدًا... لا يُفسِّرهُ النَّدى
ما عادَ يعني أن تكونَ كما كنتَ
أو أن تَعودَ، فذاك دربٌ أُغلِقا
أنا لملمتُ الحلمَ من نزفِ المدى
ورسمتُ من وجعي طريقًا أرحبا
ما كنتُ أرجوكَ انكسارًا دائمًا
بل كنتُ أمنحُك احتواءً أطيَبا
لكنّني، رغمَ انحناءِ عواطفي
قمتُ... وقلبي لم يزلْ مُتشبِّثا
بِي، لا بكَ الآنَ المعاني ترتقي
وبصمتيَ المُرِّ الحياةُ تشذُّبا
سِرْ... إنّ أنثى مثليَ، إن غابتْ لها
شمسُ الهوى، أشرقتْ بعقلٍ أرهبا
من قالَ إنّ الحبَّ يُطفئ نبضَنـا؟
بل كلُّ خذلانٍ يُنقّينـا سُدًى
ما عدتُ أبكي، إنما أرقى بـِـيَ
صبرُ الجميلاتِ اللواتي لم يُرَى
إنّي خلعتُك من دمي... لا كُرْهَ ما
لكنْ لأحفظَ ما تبقَّى مِن صدى
صوتي أنا... لا تنتظرْهُ مُجددًا
فلقد وجدتُ الصمتَ أعلى مرتقى
يا من ظننتَ بأنّ قلبي مسكنٌ
سهْلُ الدخولِ... فكيفَ تخرجُ إن أتى؟
إني التي ضمّتْكَ يومًا طفلةً
والآنَ تدفنُ ما تبقّى... بهَـدَا
لا تنتظرْ أن أرتّقَ الذكرياتِ
ولا تظنِّي أنني أرجو الرّدى
أنا لستُ عاديةً تمضي وتنسى
أنا التي في كلِّ وجعٍ... تُبتَدَى
فارحلْ، فإني لستُ أرجو عودَةً
قد خنتَ ذاتي... فانتهى ما بيننا
ما كنتُ أبغيكَ انحناءً دائمًا
بل كنتُ أرجو فيكَ صدرًا مأمنًا
لكني الآنَ اكتفيتُ... فلا أنا
تلك التي كانت، ولا القلبُ انحنى
قد قِيل إنَّ العاشقاتِ إذا بكتْ
أخفتْ دموعَ البوحِ، كي لا يُفتَنَا
لكنّني، رغمَ الهوى، لم أرتجِ
سوى كرامةِ أنثى... لا تُرهَنَا
هذا وداعي... لا لتبكي خيبتي
بل كي ترى ما فاتكَ أن تتقنَنا
إني زرعتُ الحلمَ فيكَ، فخانني
وقتُ الحصادِ، فها أنا... أستنثِنا
خذْ ما تبقّى مِنْ ملامحِ صوتِنا
وامضِ، فإنّ النورَ فيّ تهيّأَ
وسألتقي يومًا بقلبي واقفًا
يمشي إليّ، وقد شفى وتجلّدَا
لا شيءَ بعدكَ يستحقُّ حكايتي
ما عدتُ أُحصي الراحلينَ... ولا المدى
كلُّ الذينَ مروا تهاووا في دمي
وحدي بقيتُ... أصوغُ ذاتي موطِنا
كنتَ احتمالي حين ضاقتْ رعشتي
والآنَ أُدركُ: لم تكنْ... بل كنتَ مَنـى
كم كنتُ أُخفي فيك عمقَ تشرُّفي
وأراكَ فوقَ الشكِّ، إن غبتَ، سُهى
لكنْ عرفتُ الآنَ أنكَ عابرٌ
والحبُّ صدقٌ... لا يُبادلُهُ الهوى
أنثى أنا... لكنْ نضجتُ بجرحِها
وسكبتُ وجدي في القصيدةِ مِرآى
فإذا قرأتَ الحرفَ، فاعلمْ أنني
ما عدتُ أرجو في المدى من ينثني
ما عدتُ أرضى أن أكونَ قصيدةً
أنتَ الذي فيها الغوايةُ والضّنى
إنّي كتبتُكَ... لا لتبقى سيّدي
بل كي أراكَ... وتنتهي... فيك الرؤى
فإذا افترقنا، لا تُلِمْ ذاك الهوى
يكفيه أنَّا قد عشقناهُ سُدى
يكفيه أن القلبَ، رغمَ خُذولِهِ
ما خانَ نبضًا، ما جفا أو أسهبا
أنا لستُ أُطفئُ في الظلامِ مشاعلي
بل كلُّ ليلٍ مرَّ... أزهرَ كوكبا
وسأبتسمْ... إن مرَّ طيفُك ذاتَ يوم
فلربما، كانتْ نواياكَ طَيّبَا
قد نلتقي... لا في طريقِ العاشقين
بل في دعاءٍ صادقٍ... ما أذهبا
قد نلتقي حينَ السلامُ يُظلُّنا
فأراكَ مثلَ الحلمِ... خاليًا من الأسى
أنا لستُ ظلًّا في حكايتكَ التي
ما عُدتَ فيها تكتبُ أو تُقنِعا
فإذا نسيتَ الحُبَّ يومًا، فاقرأِ
أحلامَنا... لتُعيدَ شيئًا مَرِعا
وابحثْ عني في ابتسامِ الليلِ إنْ
هطَلَ الحنينُ، وسارَ فيكَ مُروِّعا
سترى يديَّ على الجراحِ كما هما
تمسحْ خيالكَ كي يظلَّ مشعشعا
أنا لستُ أنسى، غيرَ أني كلّما
ضاقَ الشعورُ، دعوتُ للذي ودعا
ما عاد في قلبي عتابٌ مثلما
كانَ الغرامُ يفيضُ لومًا مُوجِعا
بل غادرتْني كلُّ أحرفِ حزنِها
حتى دعائي... باتَ لطفًا مسرعا
أنا لم أكنْ فصلًا يُضافُ بملء ما
أهديتُ قلبي كي تُحبَّ وتبدعا
أنا كنتُ معنى للحياةِ، وحلمَها
ولأنني صدَّقتُ، صِرتُ مُوجِعا
لكنّني، رغمَ السُّطورِ المطفآت
أبقيتُ فيك النورَ حيًّا... مشتعِلا
فإذا نسيتَ الحُبَّ يومًا، فاقرأِ
أحلامَنا... لتُعيدَ شيئًا مَرِعا
فإذا افترقنا، لا تَعُدْ مُعتذرًا،
فالصمتُ أبلغُ من حديثٍ مُصطنعَا
أغفرْ لأنّي كنتُ أؤمنُ أنّنا
كُتبَ الغرامُ لنا، ولم نتورّعا
وأغفرْ لأني كلّما خُنتَ الهوى
أبقيتُ في قلبي مكانًا أوسعَا
ما كنتُ أطلبُ أنْ تعودَ، وإنما
أن تذكُرَ الأيامَ… إن مرّتْ سُدَى
وسأرحلُ الآنَ الجميلةَ مثلما
جئتُ... النقيةَ، لا أُذلُّ ولا أُرى
لي في الوداعِ قصيدةٌ لم تُكتَبِ
لكنّها... في داخلي تتورَّدَا

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
4 + 9 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.