اليوم : الأحد الموافق 17 نوفمبر 2023
إن الحمد لله على إحسانه والشكر له سبحانه وتعالى على امتنانه، ونشهد بأنه لا إله إلا الله تعظيما لشأنه، وأن محمدا عبده ورسوله داع لرضوانه، وصلّ اللهم عليه وعلى آله وخلانه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، ثم أما بعد، إن الثروة المائية من أهم الثروات الطبيعية على الإطلاق لأنها تختزن المياه التي هي أساس الحياة على كوكب الأرض، فلولاها لكانت الأرض خرابا، ليس فيها أي أثر للحياة، ولهذا يقول تعالى في محكم التنزيل كما جاء في سورة الأنبياء " وجعلنا من الماء كل شيء حي أفلا يؤمنون " فالمياه هي أساس حياة الإنسان والحيوان والنبات، وهي جزء أساسي في النظام البيئي الحيوي، ولهذا فإن الثروة المائية هي أعظم ثروة، وترتبط بالخصوبة والخير والخضرة.
ويظهر هذا جليا في البلاد التي تمتلك الكثير من المسطحات المائية من بحار وأنهار ومحيطات وينابيع، إذ تنتشر فيها الأراضي الخصبة وتضج الحياة فيها، ويكثر فيها الخير من زروع وثمار وأسماك وغير ذلك من كائنات بحرية، بالإضافة إلى أهمية الثروة المائية في توفير مياه الشرب، فإنها أيضا مصدر مهم للجذب السياحي، خصوصا أن الحضارات القديمة قامت بالقرب من مناطق الثروات المائية، وإستقرت حول مناطق البحار والأنهار وينابيع المياه والواحات، ومن أهم الحضارات التي قامت على الأنهار هي الحضارة الفرعونية في مصر القديمة التي قامت على ضفاف نهر النيل، والتي جعلت من مصر إلى الآن جنة تضج بالحياة، وحضارة بلاد الرافدين التي قامت على نهري دجلة والفرات.
وغيرها الكثير من الحضارات التي تعد الثروة المائية هي الأساس في قيامها وإستقرارها وإن الثروة المائية هبة من الله تعالى، ويجب الحفاظ عليها كي تدوم، وأهم طريقة للحفاظ عليها هو حمايتها من التلوث بأشكاله كافة، سواء التلوث الكيميائي أم العضوي أم النووي، كما يجب الحفاظ عليها من الهدر لضمان بقائها وإستمرارها للأجيال القادمة، فعلى الرغم من أن الثروة المائية من الطاقات المتجددة، إلا أنها تتعرض للنضوب، وقد تصبح قليلة أيضا، خصوصا إن تم هدرها بكميات كبيرة في ظل حدوث الجفاف في الكثير من المناطق، وهذا يخلق فجوة كبيرة في كميات المياه، ويسبب نقصها، ويكون الحفاظ على الثروة المائية بعدم رمي الملوثات في البحار والأنهار والمحيطات.
والإقتصاد في إستخدامها لأن حماية المياه تعني حماية الحياة المائية أيضا، وحماية الحضارات والإنسان والنبات، وتحسين إدارة الموارد على مستويات حوض النهر والبلد المعني وعلى المستويات العابرة للحدود، ويعد الحفاظ على مستجمعات المياه وطبقات المياه الجوفية في حالة سليمة مسؤولية تمتد عبر الحدود الإدارية والسياسية والقطاعية، وسوف نستمر في إبراز قيمة المياه عبر إستخداماتها المختلفة والقطاعات المتنوعة، في حين ندعم السياسات والقوانين والمؤسسات الفعالة للمياه والبيئة من أجل الإدارة المتكاملة للمياه، ونساعد البلدان على تعميم خدمات مياه الشرب والصرف الصحي وتحقيق الإستخدام الأمثل للمياه في الزراعة.
إضافة تعليق جديد