
الحمدلله الذي علم بالقلم علم الإنسان مالم يعلم، أحمده سبحانه وأشكره على ما أولانا من كثير الهبات والنعم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له عظيم الرحمة شديد النقم، وأشهد أن محمدا عبدالله ورسوله أوتي جوامع الكلم فبلغ عن ربه شريعته بأفصح لسان وهدى وعلم فصلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد ذكرت المصادر الإسلامية الكثير والكثير عن فضل العلم والعلماء، وكما ذكرت المصادر أن المعلم المثالي هو من يكون معتدلا وسطيا في التعامل مع تلاميذه، فلا يجور عليهم، ولا يبالغ في التهاون معهم، فالأمة الإسلامية تمتاز بوسطيتها، والنبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتوسط والإعتدال في أمور ديننا ودنيانا، ومن حق المعلم على الطلاب والمجتمع أن يقدموا له الإحترام والتقدير، وأن يحسنوا التعامل معه، ويحافظوا على مكانته.
ويستمعوا جيدا إلى نصائحه، فالمعلمون وأهل العلم أعلم من غيرهم بالنصائح، حيث يقدمون النصائح التي تنفع الأجيال، وتحميهم من الوقوع في الخطأ، لذلك ينبغي عدم تجاهل نصائحهم وإغفالها، فالله سبحانه وتعالى ميّزهم عن غيرهم في آيات كثيرة، ويجب على أولياء أمور الطلاب أن يتواصلوا مع المعلمين ليأخذوا ملاحظاتهم بعين الإعتبار، ويتشاركون معا من أجل بناء جيل أفضل، وصنع وطن أجمل، كما يجب على أولياء الأمور أيضا بناء صورة حسنة عن المعلمين في عقول أبناءهم، حتى يظل الأبناء محافظين على مكانة ومنزلة المعلمين في قلوبهم وعقولهم، وتعتبر مهنة المعلم من المهن السامية والرفيعة والعظيمة، حيث يقدم المعلم لطلابه أهم ما يمكن أن يحصلوا عليه في حياتهم، ألا وهو العلم، حيث يعلمهم العلم النافع الذي ينفعهم في دينهم ودنياهم.
ولا يقتصر دور المعلم على الجانب العلمي فقط، وإنما يقوم المعلم بتربية الطلاب على القيم الإنسانية والأخلاقية السامية، ويكسبهم ثقافة حب الوطن والفداء والتضحية من أجله، ويعلمهم معنى العزّة والكرامة، ويغرس في قلوبهم مبادئ الصدق والأمانة والوفاء والإخلاص، أي أن المعلم يبني جيلا صاعدا متكاملا قادرا على صنع وطن أفضل وأجمل، ونظرا لما يقدمه المعلم من تضحية وفداء، ومن جهد وعطاء، فقد جعل الإسلام له مكانة عظيمة ومنزلة كريمة بين الناس، حيث يقول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " إن الله وملائكته وأهل السماوات والأراضين حتي النملة في جحرها وحتي الحوت ليصلون علي معلم الناس الخير " فلا يوجد معلم خير بعد الأنبياء عليهم السلام أفضل من المعلمين، ويجب على الأمم والشعوب أن تجعل معلميها في مكانة سامية.
وأن تقدر ما يفعلونه في مسيرتهم العلمية والتربوية من أجل بناء مستقبل أفضل للأجيال والأوطان، فما إرتفع وطن إلا برفعة مكانة معلميه، وما ذلّ وطن معلميه إلا وأصبح في الأرذلين، وقد أصبح اليوم الخامس من أكتوبر من كل عام يوما عظيما بجعله اليوم العالمي للمعلم، فتخصيص هذا اليوم للمعلم هو جزاء بسيط له على ما يقدمه من أجل الأجيال والأوطان، ويجب علينا أن نذكر أبناءنا في هذا اليوم وفي كل يوم بمكانة المعلم، ومنزلته وإنجازاته المتواصلة وتضحياته ودفعه الغالي والنفيس حتى يكون مستقبلنا أفضل، كما نقول لك أيها المعلم في هذا اليوم العظيم، في هذا اليوم المبارك، ألا وهو اليوم العالمي للعلم، نقول لك أنت الأساس في إنارة عقول الأجيال، وأنت الأساس في صناعة الأوطان، لك منا كل التقدير والحب والإحترام، وأدامك الله نبراسا تنير طريق الأمة والأجيال إلى الحق، وتقيهم من الفتن والضلال.
إضافة تعليق جديد