رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 23 نوفمبر 2025 7:09 م توقيت القاهرة

الجمال الحقيقي بين فايق والمعلم.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، والصلاة على النبي المصطفى، ومن بآثاره إقتفى، وبعهد الله وفى، وسلام على عباده الذين إصطفى، وبعد ذكرت المصادر الكثير عن موضوع الجمال الحقيقي، وفي الجمال الحقيقى هناك قصة صغير تقول بأنه إلتقى شاب إسمه فايق مع معلم وفي صراحة مع مرارة نفس قال الفتى للمعلم "لا أعرف لماذا خلقني اللَّه؟ ليس فيّ شيء صالح، وإني إنسان غضوب، وكثيرا ما أحزن قلب والديّ، بل وقلوب أصدقائي، وبذلت كل الجهد لأحيا بروح الوداعة والبشاشة ووعدت الله كثيرا ألا أغضب لكنني لم استطع، ماذا أفعل؟" فأجاب المعلم " لا تحزن يا فايق، بالأمس وقفت أنا وزوجتي أمام شجرة تفاح في حديقتي وكانت مملوءة بالثمار، قطفنا تفاحة شهية الطعم وجميلة المنظر، وإذ كنا نأكلها معا، قلت للشجرة "ما أجملك وما أشهاكي أيتها الشجرة، شكلك جميل.
وفروعك مملوءة بالثمار" إبتسمت زوجتي وقالت لي "ألا تذكر كيف كانت ثمار هذه الشجرة غير صالحة للأكل، لكنك أنت طعّمتها بفروع شجرة أفضل، يداك هما اللتان جعلتا منها شجرة جميلة ومثمرة، لو لم تطعمها بالفروع الصالحة لبقيت شجرة بلا نفع، تستحق أن تقطع وتحرق في النار، فشكرا لك يا زوجي العزيز" فما فعلته أنا بالشجرة المستحقة للقطع يفعله معي الله عز وجل فقد قدم لي حياته وطعّمني فيه، جعل مني شجرة جميلة المنظر ومملوءة من ثمر الروح بدونه لا إستحق سوى القطع وأن ألقي خارجا في نار أبدية، إنه يحقق معي وعده، فصمت فايق قليلا ثم قال للمعلم لكني غضوب، هل ينزع الله عني روح الغضب؟" فأجاب المعلم إنه يحوله إلى غضب نافع فسأل فايق كيف؟ هل يوجد غضب ونافع؟ فأجاب المعلم قطعا نعم، فبدون الغضب لا أستطيع أن أقدم توبة صادقة.
لأغضب، لا على الآخرين بل على نفسي، لأثور، لا ضد الناس بل ضد الخطية التي تقتحم نفسي، فقال المعلم سأروي لك يا فايق قصة واقعية، فقيل أنه في لقاء لفنان رسام مع إحدى قريباته وجدها تبكي بمرارة، وإذ سألها عن السبب قالت له "لدي منديل حريري جديدا أعتز به، لأن له ذكريات خاصة، وقد سقط عليه حبر فشّوهه، فقدمته لأكثر من شركة تنظيف، فقالوا لي أنه يستحيل نزع الحبر عنه، وإني لن أستريح" فإبتسم الفنان، وأخذ منها المنديل، وقال لها لا تضطربي، سأعالج هذه المشكلة، وإنطلق الفنان إلى مرسمه وفي لحظات أمسك بفرشاته ورسم وردة جميلة على البقعة، ثم عاد إلى قريبته يقدم لها منديلها، أما هي فقالت في دهشة إنه ليس منديلي، فأجابها لا، بل هو منديلك، لكني حولت البقعة القبيحة إلى صورة جميلة، ففرحت السيدة بالمنديل وشكرت الفنان.
الذي حوّل ما هو قبيح إلى جمال فائق، وردّ لها فرحها وبهجتها، فهذا ما يفعله بنا الله عز وجل حين يمسك بنفوسنا ليجعل منها أيقونة حيّة للجمال، فنجد أن نفوسنا قد تغيرت تماما وتجددت، فاعلموا أن الإسلام دين المحبة والسلام والوئام ودين الرقة والبسمة والحسن والجمال ودين الخلق الفاضلة والمثل العليا وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه المعاني الرفيعة في عبارة وجيزة، بقوله صلى الله عليه وسلم " إن الله جميل يحب الجمال " هكذا أخبرنا سيد الأنام ورسول المحبة والجمال، فالمصطفى صلى الله عليه وسلم هو نبي الجمال والطهر وتقف سننه وطهارته في وجه كل الذين يملأون الدنيا ظلما وظلاما وكآبة ومقتا وقبحا، فها هو صلى الله عليه وسلم، يرى أحد أصحابه وبه صفرة في أسنانه، فيبدوا بصورة غير جميلة، فيقول صلى الله عليه وسلم لأصحابه " لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه " رواه أبو داود، وما كان أيضا الغسل والوضوء إلا صورة من صور النظافة الجمال.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 6 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.