رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 17 مارس 2025 10:02 م توقيت القاهرة

إجتنب سبع خصال يستريح جسمك وقلبك

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه والتابعين، أما بعد إن المؤمن لا يجد راحته الكبرى ولا سعادته العظمى إلا في ظل الله تبارك وتعالى فهو غير الناس يرى في الموت راحة ومحبة للقاء الله تعالى، وإن طالب الشهادة في سبيل هذه الأمنية تهون أمامه الصعاب وتزول العقبات لأن صاحب الهمة العالية لا يرضى بغير مرضاة الله تعالى بديلا، وقيل أنه إجتمع في الحجر عبد الله ومصعب وعروة بنو الزبير وابن عمر رضي الله عنهم جميعا، فقال ابن عمر رضي الله عنه تمنوا، فقال ابن الزبير أتمنى الخلافة، وقال عروة أتمنى أن يؤخذ عني العلم، وقال مصعب أتمنى إمرة العراق، والجمع بين عائشة بنت طلحة وسكينة بنت الحسين، فقال ابن عمر رضي الله عنه أما أنا فأتمنى المغفرة، قال أبو الزناد فنالوا ما تمنوا. 

ولعل ابن عمر قد غُفر له، وروي عن أبي الدرداء أنه قيل له في مرضه ما تشتكي؟ فقال ذنوبي قيل له ما تشتهي؟ قال مغفرة ربي قيل ألا ندعو لك طبيبا؟ قال الطبيب أمرضني" وقال رجل لعمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يا أمير المؤمنين كيف أصبحت ؟ قال "أصبحت بطيا بطينا متلوثا من الخطايا أتمنى على الله الأماني" وقيل أنه كان رجاء بن حيوة بن جرول الكندي، كان من العلماء، وكان يجالس عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ذكر أنه بات ليلة عنده فهم السراج أن يخمد، فقال إليه ليصلحه، فأقسم عليه عمر ليقعدن، وقام هو إليه فأصلحه، قال فقلت له تقوم أنت يا أمير المؤمنين فقال قمت وأنا عمر بن عبد العزيز ورجعت وأنا عمر بن عبد العزيز، قال وأمرني عمر بن عبد العزيز أن أشتري له ثوبا بستة دراهم، فأتيته به فجسه وقال هو على ما أحب لولا أن فيه لينا، قال فبكيت، قال فما يبكيك قال أتيتك وأنت أمير بثوب بستمائة درهم.

فجسسته وقلت هو على ما أحب لولا أن فيه خشونة، وأتيتك وأنت أمير المؤمنين بثوب بستة دراهم، فجسسته وقلت هو على ما أحب لولا أن فيه لينا، فقال يا رجاء إن لي نفسا تواقة تاقت إلى فاطمة بنت عبد الملك فتزوجتها، وتاقت إلى الإمارة فوليتها، وتاقت إلى الخلافة فأدركتها، وقد تاقت إلى الجنة فأرجو أن أدركها إن شاء الله عز وجل، وقال الإمام ابن الجوزي رحمه الله " رووا أن الكلب قال للأسد يا سيد السباع، غير اسمي فإنه قبيح، فقال له أنت خائن لا يصلح لك غير هذا الاسم، قال فجربني فأعطاه شقة لحم وقال إحفظ لي هذه إلى غد وأنا أغير اسمك، فجاع وجعل ينظر إلى اللحم ويصبر، فلما غلبته نفسه قال وأي شيء باسمي ؟ وما كلب إلا اسم حسن، فأكل، وهكذا الخسيس الهمة، القنوع بأقل المنازل، المختار عاجل الهوى على آجل الفضائل" وقال أحد الحكماء إجتنب سبع خصال يستريح جسمك وقلبك ويسلم عرضك ودينك. 

لا تحزن على ما فاتك ولا تحمل هم ما لم ينزل بك ولا تلم الناس على ما فيك مثله، ولا تطلب الجزاء على ما لم تعمل، ولا تنظر بشهوة إلى ما لا تملك، ولا تغضب على من لم يضره غضبك ولا تمدح من لم يعلم من نفسه خلاف ذلك" وقال بعض السلف من عمل لآخرته كفاه الله دنياه، ومن أصلح ما بينه وبين الله أصلح الله ما بينه وبين الناس، ومن أصلح سره أصلح الله علانيته، وقال محمد بن حسنويه حضرت أبا عبد الله أحمد بن حنبل وجاءه رجل من أهل خراسان فقال يا أبا عبد الله قصدتك من خراسان أسألك عن مسألة قال له سل قال متى يجد العبد طعم الراحة؟ قال عند أول قدم يضعها في الجنة، وقيل لسلطان الزاهدين إبراهيم بن أدهم رضى الله عنه أوصنا بما ينفعنا فقال رضى الله عنه إذا رأيتم الناس مشغولين بأمر الدنيا فاشتغلوا أنتم بأمر الآخرة، وإذا اشتغلوا بعمارة البساتين فاشتغلوا بعمارة القبور، وإذا اشتغلوا بخدمة المخلوقين فاشتغلوا بخدمة رب العالمين، وإذا اشتغلوا بعيوب الناس فاشتغلوا أنتم بعيوب أنفسكم، واتخذوا من هذه الدنيا زادا يوصلكم إلى الآخرة فإنما الدنيا مزرعة الآخرة، فإذا ما قدم على ربه ووضع في قبره ورأى جزاء ما قدم من عمل صالح بدأت له أمنيات أخرى غير تلك التي كان يتمناها في حياته الدنيا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.