رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 17 مارس 2025 10:48 م توقيت القاهرة

الحقوق المشتركة بين الزوجين.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله القائل في كتابه "يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزا عظيما" والصلاة والسلام على رسوله القائل " من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت " ثم أما بعد إن من حق الزوجه علي زوجها هو إعفاف الزوجة، وهذا حق مقرر للزوجة وثابت في السنة النبوية، ففي الحديث المتفق عليه عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا عبد الله ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل ؟ فقلت بلى يا رسول الله، قال فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينيك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه " فأخبر رسول الله صلي الله عليه وسلم أن للزوجة على زوجها حقا.
بل إن هذا الحق يعد أيضا من أنواع العبادة التي يثاب عليها الرجل، فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " وفي بضع أحدكم صدقة، قالوا يا رسول الله أيأتي أحدنا شهوته ويكون له فيها أجر؟ قال أرأيتم لو وضعها في حرام، أكان عليه وزر ؟ فكذلك إذا وضعها في الحلال كان له أجر " رواه مسلم، وكما أن من حق الزوجه علي زوجها هو حفظ أسرار الزوجة، وهذا الحق يعد من الحقوق المشتركة بين الزوجين، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن من أشر الناس منزلة يوم القيامة الرجل يفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها " وإن من زوجات النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هي السيدة صفية بنت حيي بن أخطب بن شعبة بن ثعلبة، من بني إسرائيل من سبط نبي الله هارون بن عمران.
وأمها برة بنت سموأل، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جمع سبي خيبر جاءه دحية، فقال أعطني جارية من السبي فقال اذهب فخذ جارية، فأخذ صفية بنت حيي، فقيل يا رسول الله، إنها سيدة قريظة والنضير، ما تصلح إلا لك فقال له النبي صلى الله عليه وسلم خذ جارية من السبي غيرها، وقال ابن شهاب كانت مما أفاء الله عليه، فحجبها وأولم عليها بتمر وسويق وقسم لها، وكانت إحدى أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وقال أبو عمر إستصفاها رسول الله صلى الله عليه وسلم وصارت في سهمه، ثم أعتقها وجعل عتقها صداقها، ويروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على صفية وهي تبكي، فقال لها ما يبكيك؟ قالت بلغني أن عائشة وحفصة تنالان مني.
وتقولان نحن خير من صفية، نحن بنات عم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه، قال ألا قلت لهن كيف تكن خيرا مني، وأبي هارون وعمي موسى، وزوجي محمد صلى الله عليه وسلم وكانت صفية حليمة عاقلة فاضلة، وتوفيت صفية في شهر رمضان في زمن معاوية سنة خمسين من الهجرة، فاللهم أعنا على بر والدينا، اللهم وفق الأحياء منهما، واعمر قلوبهما بطاعتك، ولسانهما بذكرك، واجعلهم راضين عنا، اللهم من أفضى منهم إلى ما قدم، فنور قبره، وإغفر خطأه وزلاته، اللهم اجزهما عنا خير الجزاء وأفضل الثواب، اللهم اجمعنا وإياهم في جنتك ودار كرامتك برحمتك ومنتك يا أرحم الراحمين، اللهم أصلح الأبناء والبنات ووفقهم للطاعات وجنبهم الفواحش والمنكرات يا مجيب الدعوات، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.