أجرت الحوار: مروة العدوى
عاشت حياتها تحت سقف عائلة ريفية, لا ترغب فى عمل المرأه, كونها منطقة ريفية, تعيش أمل سليمان عفيفى فى قرية القنايات محافظة الزقازيق, وتزوجت وعاشت مع أسرتها دون البحث عن عمل.
كيف كانت بدايتك مع العمل "مأذونة" ؟
توفى مأذون القرية عام 2007, وأصبحت القرية بلا مأذون, حتى علم زوجى بوجود اعلان فى محكمة الاسرة للتقدم لمنصب المأذون، فطبيعة الاعلان يكون بين الناس غير مُشهر, جاء زوجى ليقنعنى للترشح لأصبح مأذونه القرية, فكنت فى البداية لا أرغب فى العمل كونى زوجة وأم لثلاث أولاد, لكن بعد إصرار زوجى, إقتنعت وتقدمت لمحكمة الأسرة بأوراقى, فكنت أتفوق على كل من تقدم من الرجال, حيث اننى حاصلة على درجة الماجستير فى القانون.
كيف كان رد الموظفين بالمحكمة عند تقدمك للوظيفة؟
فى البداية رفض الموظف المختص أخذ ورقى, ولكن المستشاريين القائمين على اختيار المأذون أمروا الموظف بأخذ الاوراق بمجرد الاطلاع على الاوراق.
ما هى اكثر العواقب التى واجهتك؟
كان العائق الاكبر امامى, هو تقدم 15 رجل لمنصب المأذون فجميعهم كانوا محامين وخريجى أزهر ومدرسين لغة عربية, وكنت أخر مرشحة قدمت وكان عمرى 33 عاماً.
هل كان للاعلام دور فى فوزك بمنصب المأذونة ؟
بالطبع, كان الاعلام فى هذه المرحلة له دور كبير فى انتشار قضيتى بين المجتمع المصرى, فبعد قبول اوراقى أنتشر الخبر فى جرائد كثيرة, والقنوات الفضائية اهتمت بها حتى أصبحت قضية رأى عام, لكن جميع المشايخ ظهروا فى قنوات فضائية وعبروا عن اعتراضهم كونى إمرأة, وتم تحديد أول جلسة لعرض الاوارق, فكانت اللائحة تنص على اذا تساوى المرشحين يتم عمل (قرعة), لكن مؤهلى يفوقهم من الناحية الشرعية والقانونية, فقررت المحكمة تعينها.
هل وجدتى من يعترضك من أهل القرية الريفية؟
كان أهل قريتى معارضيين لهذه المهنة التى لا يمتهنها سوى الرجال, فكيف يقبل رجل ان تقوم إمرأه بعقد قرانه, قائلين " هى الرجالة خلصت لما تيجى سيدة تعمل مأذونه.. اللى يعيش ياما يشوف".
متى تم صدور قرار عملك مأذونة؟
قدمت اوراقى فى ديسمبر 2007, وبعد 3 أشهر فى 25 فبراير2008 تم صدور القرار الأول بالموافقة بالزقازيق, وتم تعيينى بعد 9 أشهر فى 24ستمبر من نفس العام واستلمت الدفاتر, وجاءت حيثيات التعيين قوية والطعون تم رفضها, والمرشحين الآخرين حاولوا كثيراً إبعادى عن العمل ولكنهم فشلوا, وكان حصولى على درجة الماجستير سبب الموافقة على وقبولى كـ"مأذونة" القرية.
متى بدأتى أول عقد قران؟
استلمت الدفاتر وكان أول عقد قران فى 10 أكتوبر لصحفى وصحفية فى مسجد الفتح بالزقازيق, وكان هناك تواجد كثيف لوسائل الاعلام المختلفة لتصويرى وتعريف العالم بأن المرأه بامكانها ان تمتهن مثل الرجل تماماً, وأنتابنى قلق وتوتر سيطرا علي لوجود الكثير من كاميرات الاعلام.
هل عملك هو تحدى للرجال؟
لا أعتبر عملى تحدى للرجال, بل هو فرصة عمل جاءت إلي " على طبق من فضة", حتى اصبحت الان أتمتع بمكانة كـ"عمدة البلد", فأقوم بعقد القران بالمنازل او مكتبى الخاص, دون ارتداء ملابس المأذون, ويقوم إمام المسجد بإشهار الزيجة فى ميكروفون المسجد كخطبة الجمعة.
ما هى أغرب الحالات التى واجهتك؟
حالة طلاق لزوجين يحبان بعضهما جدا, لكن حتى يتمكنا من تجهيز ابنتيهما للزواج أقبلا علي الطلاق, لكي تحصل الزوجة علي معاش والدها, وكنت وقتها أقوم بتوثيق الطلاق, وبكيت وكذلك كان حال الزوجة والتي قالت وقتها ضحيت بزوجي من أجل تجهيز البنتين واحترمتهما جدا لأنهما احترما الشرع والقانون ولم يلجؤا إلي التحايل علي القانون بأي شكل من الأشكال.
إضافة تعليق جديد