رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 2 أغسطس 2025 4:31 ص توقيت القاهرة

أفكار عملية للمربي الناجح.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي بين لنا أفضل المسالك وأحسن الآداب ووفق من شاء من عباده لسلوكها وهو الحكيم الوهاب وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وإليه المرجع والمآب، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي قام بالأخلاق الفاضلة، وأتمها، وحذر أمته من سفاسفها وأرذلها صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين تمسكوا بآدابه، وانتهجوامناهجه، وسلم تسليما أما بعد اعلموا أن هناك أفكار عملية للمربي الناجح، وأن العملية التربوية ليست ملكا يملكه الأب والأم فقط، بل ينبغي علينا أن نتيح الفرصة لمشاركة الأحباب معنا من آباء وأجداد وخالات وعمات، وأن نضع حدودا وشروطا لهذا التدخل من الأحباب والأقارب ، فليس كل أسلوب نقبله، وليس في كل موضوع نرضي بالتدخل، وليس مع كل الأشخاص، وكما ينبغي علينا أن نجعل من حولنا.
يفهمون شروطنا وحدودنا بأسلوب فيه الكثير من الحب والود، فالخصام والشجار والخلاف علي هذا التدخل وخصوصا أمام الأبناء يمنع الإحترام ، ويربي الأطفال علي الخلاف والخصام والعقوق، وأن نستخدم الذكاء الإجتماعي في التعامل مع كل من حولنا، فنوجه مشاعرهم تجاه أبنائنا بما فيه خير لأبنائنا، وبما يوافق أسلوبنا التربوي، فإذا أحجم كل الأحباب عن توجيه أبنائي أو نصحي في أسلوب تربيتي لأبنائي بسبب معرفتهم بإنزعاجي من هذا التدخل فإنني سأكون أكبر الخاسرين في هذا الموضوع، والسبب هو أنني خسرت نصيحة ربما ستوفر لي الكثير من الوقت والجهد وخسرت نظرة تربوية ربما تكون أفضل وأصح من أسلوبي التربوي، وما رأيك أخي الكريم في ترسيخ المفاهيم التالية في نفوس أبنائك ؟ وهو أن يشعروا أن منزل الجدة منزلهم أيضا.
فطالما أن جدتهم تسمح لهم بفتح الثلاجة وإستعمال أغراض المنزل بحرية، ولكن هذا التعرف لا ينطبق إلا في منزل الجدة فقط، فنربي الأبناء علي الإستئذان، وفي الوقت نفسه لا نكسر بنفسية الجدة ولا في شعور الأبناء بالحرية، أما عن موضوع تفرقة الجدة في المعاملة، فما رأيك في أن نقوم بعمل الأفكار الذكية التالية، مثل أن نتحدث مع الجدة في هدوء بقولنا ما رأيك يا أمي إذا رأيت تغير لون وجه بقية الأبناء بسبب معاملتك الخاصة لابني الكبير أن أخبرك، وإذا رأيتها قد أغدقت بعواطفها لابني الكبير، تدخلت بصوت مرتفع وحنون قائلة ستشترين لهم أيضا، أليس كذلك ؟ وهنا حتما ستنتبه الجدة وحتما ستقول نعم سأشتري لهم، وهكذا بالذكاء والفطنة نستطيع أن نجمع كل القلوب وأن نربي أبناءنا تربية فاضلة معتمدة علي بر الأباء وحسن التعامل مع بعضنا البعض.
واعلموا إن الحب والمشاعر قضية لن نستطيع التحكم فيها، ولكننا نستطيع أن نتحكم بالتصرفات، فإن أتصلت في صباح اليوم التالي بالجدة فأشكرها علي إهتمامها بطفلك الرضيع، وحاول أن بأخذ رأيها في مشكلة جديدة طرأت لك وهي رغبة طفلك المتكررة في الحمل وعدم تركه لوحده في السرير، وأطلب منها حلا لهذه المشكلة بالإضافة إلي طلبك بالمشاركة معها في تنفيذ الحل، وربما الرسالة لن تكون واضحة في اليوم الأول لكن مع تكرار المحاولة ستكون واضحة، وستكونان أنت وهي في خندق تربوي واحد بإذن الله، وما رأيك في الإستفادة من الألعاب التي تحضرها الجدة في تحقيق الأهداف التربوية مثل تشجيع الأبناء علي الإنتهاء السريع من المذاكرة والدراسة، وأيضا تشجيع الأبناء علي الفهم والحفظ السريع للمادة، وتخصيص فترة حرة قبل النوم للعب وبوجود الجدة.
فإننا في هذه الحالة نستطيع أن نحقق الكثير، فنجعل الأبناء يتحمسون أكثر للمذاكرة، وفي الوقت نفسه لا نكسر نفسية الجدة، بل نبقي دوما العلاقة قائمة وقوية، ولا ننسي أيضا أننا في فترة اللعب هذه ستكون علاقتنا حميمة جدا بالأبناء، وسنقضي علي ذلك الجو المفعم بالتوتر في العلاقة مع أبنائنا بسبب المذاكرة والمراجعة، فيا عزيزي المربي ويا عزيزتي المربية، إنك شخصية ذكية إذا إستطعت أن تحققي الأهداف السابقة وتكسبي قلب الجميع.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
7 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.