رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 29 يوليو 2025 11:56 ص توقيت القاهرة

أطعموا الجائع وعودوا المريض.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي نوّر بالقرآن القلوب، وأنزله في أوجز لفظ وأعجز أسلوب، فأعيت بلاغته البلغاء، وأعجزت حكمته الحكماء، أحمده سبحانه وهو أهل الحمد والثناء، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله المصطفى، ونبيه المرتضى، معلم الحكمة وهادي الأمة صلى الله عليه وعلى آله الأبرار، وصحبه الأخيار، ما تعاقب الليل والنهار، وسلم تسليما كثيرا أما بعد إعلموا بارك الله فيكم أن حقوق الإنسان المسلم على إخوانه المسلمين في أي زمان، وفي كل مكان كثيرة ومتعددة، فمنها ما يجب على الإنسان المسلم أن يقوم به وجوبا لازما، وليس له الحق في تركه أو التغافل عنه، ومن هذه الحقوق ما كان مندوبا ندبا مؤكدا، أي مستحبا، فهو شبيه بالواجب الذي لا يجب تركه، ويأتي من أبرز هذه الحقوق ما جاء صريحا واضحا في الحديث النبوي الشريف.
الذي صح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال " حق المسلم علي المسلم ست، إذا لقيته فسلم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا إستنصحك فأنصحه، وإذا عطس فحمد الله فشمته، وإذا مرض فعده، وإذا مات فأتبعه " رواه مسلم، وهناك حق واحد من هذه الحقوق، وهو حق عظيم وعلى درجة كبيرة من الأهمية في حياتنا، ألا وهو حق عيادة المريض، الذي أرشد إليه هدي النبوة التربوي الكريم، فعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أنه قال، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم "أطعموا الجائع، وعودوا المريض، وفكّوا العاني " رواه البخاري، وإذا كنا نعلم جميعا أن الإنسان لا يسلم في هذه الدنيا من بعض العوارض التي تحصل له كالتعب والمعاناة والحزن والألم والفراق والمرض والبلاء، إلى غير ذلك مما يقدره الله تعالى عليه.
فإن من جرّب البلاء والمرض يوما عرف قيمة العافية، ومن رقد علي سرير المرض ثمن قدر الزيارة، وعرف فضلها ومنزلتها، والمعنى أن من أعظم البلاء فقدان الصحة وإنعدام العافية، فالصحة والسلامة في البدن تعد من أعظم النعم التي نسأل الله تعالى أن يمتعنا جميعا بها، وأن يعيننا على أداء شكرها، وقد جاء في الحديث الشريف عن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ" رواه البخاري، والمعنى أن كثيرا من الناس والعياذ بالله تكون صحتهم بغير فائدة، وفراغهم في غير نفع، فهم يتمتعون بصحة الأجسام، وعافية الأبدان، وعندهم وقت طويل من الفراغ ولكنهم لا يستعملون ذلك ولا يستثمرونه فيما يفيدهم، أو فيما يقربهم من الله تعالى، وفيما ينفعهم في الدنيا والآخرة.
فهؤلاء مغبونين في هاتين النعمتين، ومن فوائد المرض أنه يكون سببا لصحة كثير من الأمراض، فلولا تلك الآلام لما حصلت هذه العافية، وهذا شأن أكبر الأمراض، ألا وهو الحمى وهي المعروفة الآن بالملاريا، ففيها منافع للأبدان لا يعلمها إلا الله تعالي، حيث أنها تذيب الفضلات وتتسبب في إنضاج بعض المواد الفاسدة وإخراجها من البدن، ولا يمكن أن يصل إليه دواء غيرها، ويقول بعض الفضلاء من الأطباء إن كثيرا من الأمراض التي نستبشر فيها الحمى، كما يستبشر المريض بالعافية، فتكون الحمى فيه أنفع من شرب الدواء الكثير، فمن الأمراض التي تتسبب الحمى في علاجها مرض الرمد والفالج واللقوة وهو داء يكون في الوجه يعوج منه الشدق وزيادة على الصحة فهي من أفضل الأمراض في تكفير الذنوب، وعن جبران أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل على أم السائب.
فقال مالك ؟ فقالت الحمى، لا بارك فيها، فقال صلي الله عليه وسلم "لا تسبي الحمى فإنها تذهب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" وكما قال صلي الله عليه وسلم " حمى يوم كفارة سنة " وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال صلي الله عليه وسلم " ما من مرض يصيبني أحب إلى من الحمى " لأنها تدخل في كل الأعضاء والمفاصل وعددها ثلاثمائة وستون مفصلا، وقيل إنها تؤثر في البدن تأثيرا لا يزول بالكلية إلا بعد سنة.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
2 + 3 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.