رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 29 يوليو 2025 11:40 م توقيت القاهرة

أهل العافية يتمنون يوم القيامة

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله نحمده ونستعينه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فهو المهتدي، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه و خليله وخيرته من خلقه، أدى الأمانة و بلغ الرسالة ونصح الأمة، ومحا الظلمة وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن دعا بدعوته وإقتدى بسنته إلى يوم الدين أما بعد إن أهل العافية يتمنون يوم القيامة أن لو كانوا في الدنيا قد قرضت جلودهم قطعت بالمقاريض لما يرونه من عظيم الأجر والثواب الذي أعده الله سبحانه وتعالى لأهل البلاء والأمراض، وليس معنى هذا أن الإنسان يبحث عن المرض ويتطلب أسبابه فإن الله سبحانه وتعالى يقول " ولا تلقوا بأيديكم إلي التهلكة " 

والمسلم مطالب بأن يحافظ على صحته وعافيته ليقوم بطاعة الله تعالي، ولكن من إبتلى وقدر الله عز وجل المرض فليصبر فإن هذا رفعة له عند الله سبحانه وتعالى، وكما أن من فوائد المرض أنه تعجيل للعقوبة في الدنيا قبل الآخرة، والله ثم والله مهما كانت العقوبة في الدنيا ومهما كانت الآلام والأوجاع في الدنيا ومهما كانت المصائب في الدنيا فإنها لا تعدل غمسه واحدة في نار جهنم، فلأن يعجل للمرء عقوبته في الدنيا خيرا له من إدخر هذه العقوبة فيلقاها يوم القيامة كاملة غير منقوصة، فقد عاد النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم رجل من الصحابة كان مريضا ومعه أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي " أبشر فإن الله عز وجل يقول هي ناري أسلطها علي عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة " 

ويسمع هذا كل من كره الحمى وكل من سبها أو تضايق منها، الله عز وجل يقول "هي ناري أسلطها على عبدي المؤمن في الدنيا لتكون حظه من النار في الآخرة" فأيهما أفضل، وأيهما أحسن؟ حمى في الدنيا ولو كانت دائمة غير منقطعة، أم نار جهنم التي لا يتصور المرء ولا يتخيل مقدار حرارتها وسعيرها؟ وإذا أراد الله تعالي بعبده خيرا عجل الله له العقوبة في الدنيا وإذا أراد بعبده شرا أمسك عنه حتى يوافيه بها يوم القيامة، وهكذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم كما روى ذلك الترمذي، وإن المرض يهذب النفس، ويهذب القلب، ويربي الإنسان، ويشعره بضعفه، ويشعره بفقره وحاجاته سبحانه وتعالى، فالصحة قد تطغيه، والصحة قد تنسيه، والصحة قد توقعه في الغفلة، فيأتي المرض ليذكره بأنه عبد ضعيف محتاج إلى الله سبحانه وتعالى. 

وأمره بيد الله وشفاءه بيد الله تسد أمامه الأبواب فلا يجد بابا مفتوحا إلا باب الله سبحانه وتعالى القائل " الذي خلقني فهو يهدين، والذي هو يطعمني ويسقين وإذا مرضت فهو يشفين " وكما يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله تعالى " مصيبة تقبل بها على الله خيرا لك من نعمة تنسيك ذكر الله" فيا أيها الأحباب الكرام إذا إبتلي الإنسان بالمرض وأصيب بذهاب القوة والعافية فإنه مطالب بأمور أولها هو أن يصبر على بلاء الله عز وجل وأن يصبر على هذا المرض وعلى هذا الألم والوجع، بأن يحبس لسانه عن التشكي، ويمنع قلبه عن الإعتراض على أقدار الله تعالي، ويحجز جوارحه عن فعل ما ينافي الصبر والرضا بأقدار الله، فاللهم اشفي مرضانا وعافي مبتلانا، وألطف اللهم بكل موجوع، أو مضيوم، أو مهموم، أو مغموم، ومتعنا اللهم جميعا بأسماعنا وأبصارنا، وعافية أبداننا، وقوتنا ما أحييتنا.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
10 + 0 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.