الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، الحمد لله الذي خلقنا وسوانا، وله الحمد على ما ربانا فيه على موائد البر والكرم، والصلاة والسلام الأتمان الأكملان على سيدنا محمد الذي أدبه وأحسن خلقه، وأثنى عليه سبحانه بقوله " وإنك لعلي خلق عظيم " وعلى آله وأصحابه ومن سار على دربه من الذي صلحت قلوبهم وأنفسهم، وحسنت أخلاقهم وكانوا من الفائزين بإحسان إلى يوم الدين، وبعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن غزوة بدر الكبري، ويروى الصحابي عبد الرحمن بن عوف قصة مقتل أبو جهل عمرو بن هشام في هذه الغزوة فيقول بينما أنا واقف في الصف يوم بدر، فنظرت عن يميني وشمالي، فإذا أنا بين غلامين من الأنصار حديثة أسنانهما، تمنيت لو كنت بين أضلع منهما، فغمزني أحدهما فقال يا عم هل تعرف أبا جهل؟
قلت نعم، وما حاجتك إليه يا ابن أخى؟ قال أخبرت أنه يسب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذى نفسى بيده لئن رأيته لا يفارق سوادى سواده حتى يموت الأعجل منا، قال فتعجبت لذلك، فغمزنى الآخر فقال لى مثلها، فلم أنشب أن نظرت إلى أبى جهل يجول في الناس فقلت ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذى تسألان عنه، قال فابتدراه بسيفيهما حتى قتلاه، ثم انصرفا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبراه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أيكما قتله؟" فقال كل واحد منهما أنا قتلته، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "هل مسحتما سيفيكما؟" قالا لا، فنظر فى السيفين فقال "كلاكما قتله" وقضى بسلبه لمعاذ بن عمرو بن الجموح، وكانا معاذا بن عفراء ومعاذا بن عمرو بن الجموح، وانتهت معركة بدر بانتصار المسلمين على قريش، وكان قتلى قريش سبعين رجلا.
وأسر منهم سبعون آخرون، وكان أكثرهم من قادة قريش وزعمائهم، وقتل من المسلمين أربعة عشر رجلا، منهم ستة من المهاجرين وهم عبيدة بن الحارث المطلبى القرشى، وعمير بن أبى، وقاص الزهري القرشى، وصفوان بن وهب الفهري القرشى، وعاقل بن البكير الليثى الكنانى، وذو الشمالين بن عبد عمرو الخزاعى، ومهجع بن صالح العكى، وكان من الشهداء ثمانية من الأنصار هم سعد بن خيثمة الأوسى، ومبشر بن عبد المنذر العمري الأوسى، ويزيد بن الحارث الخزرجى، وعمير بن الحمام السلمى الخزرجى، ورافع بن المعلى الزرقي الخزرجى، وحارث بن سراقة النجارى الخزرجى، ومعوذ بن الحارث النجارى الخزرجى، وعوف بن الحارث النجارى الخزرجى ولما تم النصر وانهزم جيش قريش أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن رواحة.
وزيد بن حارثة ليبشرا المسلمين فى المدينة بإنتصار المسلمين وهزيمة قريش، ومكث رسول الله صلى الله عليه وسلم فى بدر ثلاثة أيام، بعد المعركة، فقد روى عن أنس بن مالك رضى الله عنه أنه قال "إنه صلى الله عليه وسلم كان إذا ظهر على قومٍ أقام بالعرصة ثلاث ليال" ودفن من قتل من المسلمين في أرض المعركة، ولم يرد ما يشير إلى الصلاة عليهم، ولم يُدفن أحد منهم خارج بدر، ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على القتلى من قريش فقال "بئس عشيرة النبى كنتم لنبيكم، كذبتمونى وصدقنى الناس، وخذلتمونى ونصرنى الناس، وأخرجتمونى وآوانى الناس" ثم أمر بهم، فسحبوا إلى قليب من قلب بدر فطرحوا فيه، ثم وقف عليهم فقال "يا عتبة بن ربيعة، ويا شيبة بن ربيعة.
ويا فلان، ويا فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا؟ فإنى وجدت ما وعدني ربى حقا" فقال عمر بن الخطاب رضى الله عنه يا رسول الله ما تخاطب من أقوام قد جيفوا؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذى نفس محمد بيده، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم"
إضافة تعليق جديد