رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 12 فبراير 2025 10:05 ص توقيت القاهرة

سعيد نصر يكتب :  انقلاب اردوغان.. و تهميش النابهين

 بقلم : سعيد نصر

مصر التى كانت رمانة ميزان العالم بمواقفها المبدئية لم تعد كذلك .. ربما يكون السبب الرئيسى هو قلة خبرة حكامها الحاليين ، وربما يكون الاصرار وبشكل عجيب على تبنى أسلوب المكايدة  فى غير محله هو سبب آخر فى ظهور الدولة المصرية كما لو كانت دولة ارتجال .

قد يقول قائل منهم عنا  - وبدافع المكايدة ليس إلا .. "ما ليس فينا ، ومالا يمت لنا بصلة " ، وربما يقول ذلك دون أن يدرى أننا أكثر منه وطنية وأكثر منه حبا لمصر ، وربما يقوله أيضا وهو لا يدرك أننا ما قلنا كلمة  فى أى مقال إلا بدافع الخوف على مصر "المواطن والوطن" من مستقبل فى غاية الغموض

قد يكون لكلامى هذا أو ذاك علاقة ما بمواقف الإعلام المحسوب على  النظام من الانقلاب العسكرى الفاشل فى تركيا ،  فقد انجرفنا وللسبب نفسه وهو "تمكين التافهين وتهميش النابهين " فى ساحة الاعلام المصرى منذ ثورة 30 يونية وحتى الآن ، وما يثير دهشتى من إعلام متخبط ومرتجل هو أنه أيد انقلاب واضح فاضح على شرعية منتخبة واضحة ، وفعل ذلك دون أن يدرى أنه مرآة مصر فى عيون العالم الخارجى ، ودون أن يدرى أنه بما يفعله يرتكب جرما كبيرا فى حق الشعب المصرى ، وذلك بتصويره أمام العالم كله – على عكس الحقيقة والواقع- بأنه شعب عاشق للانقلابات .

أود هنا أن أؤكد للجميع أن كلامى ليس فيه تبرئة لأردوغان ، فالرئيس التركى خصم لدود للنظام الشرعى فى مصر ، ولوطنى الذى افتديه بروحى ودمى ، فممارسات أردوغان  وتصريحلته تعكس بوضوح شديد أنه متآمر على  نظام الحكم في مصر ، وذلك بدعمه المستمر للإخوان ، ولكن هناك فارق كبير بين الديمقراطية كقيمة عليا وبين أردوغان ، الذى من المفترض أنه بلا قيمة فى نظر الكارهين له  ، فموقنا أظهرنا أمام العالم كله " كارهين للديمقراطية وعاشقين للاستبداد " ، برغم أن هذه الصورة  تنطبق فقط على الآفاقين والمنافقين والانتهازيين فقط ، وهم معروفون للجميع .

مشاهد أشبه بالخيابة والبلاهة شاهدها مواطنو العالم كله ، فهذا إعلامى معروف أنه مقرب للرئيس يرقص ببلاهة شديدة ويسمى ما يحدث ثورة أثناء تغطيته له ، وذاك اعلامى معروف بشجاعته فى تناول قرارات الرئيس وسياساته تغلب عليه المكايدة فيغيب عنه المنطق ، ويظهر شامتا متشفيا فى أردوغان ، فرحا مسرورا بانقلاب عسكرى على حكومة منتخبة فى دولة أخرى ، دون أن يدرى أنه يعطى للعالم صورة سيئة للغاية عن قادة الرأى فى مصر .

البلاهة أيضا وصلت لدى  البعض ، وخاصة غلاة المنافقين ، إلى حد توريطهم مصر الرسمية على خلاف الحقيقة  فى حدوث الانقلاب ، وذلك بتسريب أخبار كاذبة أشبه بالأمانى ، حول دور جهاز سيادى عندنا  فى رد الصاع صاعين لـ "أردوغان وإخوانه" ، وذلك بالتزامن مع إدعاء مليشيات الكترونية معووف للجميع من يديرها ويمولها ، أن ما يحدث  لأردوغان ، يحدث ببركة السيسى ، لأن الله يحبه ، وهى شعوذة سياسية لا تليق بمصر ولا بشعب مصر ، وتضر أكثر مما تنفع ، حتى ولو استخدمت بداافع الرغبة فى الردح ، أو كجزء من الحرب النفسية .

ما  يدعو للدهشة حقا ، هو أننا أيدنا انقلابا بعد ثلاثة أعوام كاملة  سافرنا خلالها للعالم كله وأنفقنا أموالا طائلة لنقنع العالم  أن نظام الحكم عندنا هو وليد ثورة حقيقية ونتاج إرادة شعبية ، وأن ما حدث فى مصر ليس انقلابا عسكريا كما يزعم الإخوان وداعموهم ،  وإنما ثورة شعب شهد لها العالم كله ، ومرجع دهشتى  هنا هو أن تأييد الانقلاب التركى ربما يتسبب فى خسارتنا لبعض  المكاسب التى  حققتها تلك الجهود .

كلمة أخيرة أقولها بلا مواربة ، ما حدث يؤكد بالفعل مصداقية الرئيس عندما قال " نحن شبه دولة " ، فما حدث يؤكد بكل وضوح أن لدينا شبه إعلام وشبه محللين سياسيين وشبه خبراء استراتيجيين ، فجميع هؤلاء تعاملوا مع الحدث التركى المفاجىء قبل اتضاح نتائجه بمنطق الأمانى ، ولن أقول "أدبا منى" بمنطق الجهلاء .

تصنيف المقال : 

التعليقات

تجانب الحقيقة في بعض التحليل من حيث حديثك عن الديمقراطية في تركيا وعادة ما تطغى عليها الشوائب والامثلة كثيرة لايسمح المجال للتعرض اليها وتحيد تارة اخرى وهذا يعود لقناعاتك.المسبقة واتجاهاتك السياسية الملتزم.بها اما المسالة الكبرى في نظر المتابعين،،، وتقييم الوضع فالغالبية الساحقة تدين اردوقان وسياسته التعسفية ازاء الدول الشقيقة مثل سوريا والعراق واليمن وولاءه وانبطاحه لامريكا وحلفائها كلفه كلفه من اراقة دماء وتهجير وتقتيل وتعامل مع المرتزقة وداعش وتطبييعه مع الكيان الصهيوني وكل هاته العوامل جعلت الكاس يطفح ولم يعد هنا ك مايبرر الصمت والسلطان العثماني يغرق في حلم الامبراطورية الموهومة المترامية الاطراف ، فكانت المبادرة من الجيش الذي فوجئ ايضا بالضربة القاضية من الامبريالية الامريكية التي استغنت عن خدمات اردوقان،، والباقي اتعس. تبقى المقارنة مع مصر الدنيا هذا البلد التاريخي العظيم الذي يدرك ان السياسة لعبة الشطرنج للسياسيين وينبغي التريث اولا

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.