رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 12 فبراير 2025 9:10 ص توقيت القاهرة

حسام الأطير يكتب : فــرنسـا والإرهـاب  ...كمـان وكمـان

بقلم : حسام الاطير

عملية إرهـابيـة نــوعيـة جـديدة بفـرنسـا  , أسفـرت عــن عشرات القتلى والجرحى  , عندما اقتحم شخص ذو أصول عربية إسلامية يقود شاحنة حشداً في مدينة "نيس " جنوب فرنسا  ليقــوم بــدهس عدد مــن المحتفلين في المدينة , ويرى العالم أجمع مشهد مئـات  الأشخاص وهـم يفــرون مـذعــورين مبتعدين عــن الشاحنة التي تدهس كــل من يقابلها , ليخرج بعد ذلك اشخاص  مجهولين من الشاحنة بعـد عملية الاقتحام وفتحوا النار على المـارة في شارع الإحتفال , فـي جريمـة بشعـة ونكـراء بكل المقاييس .

يأتي هـذا الحـادث البشـع إمتداداً لسلسلة عمليات إرهابية إستهدفت فـرنسـا وبعض العواصم الاوروبية الفترة الأخيـرة , ولعل فـرنسـا كان لها النصيب الأكبـر مـن هذه الحـوادث , حيث تتسارع وتيرة الإرهـاب فـي فـرنسا يومـاً تلـو الآخـر, وهـذا ينعكس سلبـاً على الجاليات العربية والإسلامية المـوجـودة بفـرنسـا بـل والأكثـر من ذلك فـي أوروبـا كلها , ولعل هـذا إتضح جلياً في خطـاب الرئيس الفرنسي للشعب الفرنسي في أعقـاب حـادث "نيس " أن فرنسا كلها تقع تحت ما وصفه بـ "تهديد الإرهاب الإسلامي".

 وفي هـذا الصدد علينا أن نعرف أن هناك رافـدان يغذيان معاداة المسلمين والعرب في فـرنسـا وأوروبا والغـرب بشكل عام منذ أحداث 11 من سبتمبر 2001,  يتمثل الرافـد الأول في أيديولوجية اليمين المتطرف التي كانت من فعل أقلية، لكنها انتشرت خلال العقدين الأخيرين في أوساط سياسية واجتماعية حديثة العهد بالتوجهات المتطرفة المعادية للإسلام، وفي تخوف من الإسلام وظهـور تصريحات علنية معادية للإسلام من شخصيات مسئولة , مثل تصريحات  رئيس الوزراء الإيطالي  السابق ( بيرلسكوني ) ومثل إستخدام الرئيس الأمريكي  السابق ( جورج بوش الإبن) مصطلح ( الحرب الصليبية ) في حربه ضد أفغانستان والعـراق .

ومن ثــم يجد المسلمون أنفسهم بين مطرقة القوي اليمينية المتطرفة وغير المتطرفة المعادية لهم، وسندان الجماعات الإسلامية المتطرفة والإرهابية.

 أما الرافد الثـاني ، فيكمن في أيديولوجية وسلوك الجماعات الإسلامية المتطـرفـة   والتي تغـذي هـذا الجـو المشحون بأقوالها وسلوكها، وعملياتها الإرهـابية ، التي تعطي ذريعة للغرب للهجوم على الإسلام  , وتسهم  بدورها في انخفاض سقف التسامح في المجتمعات الأوروبية.

هكذاأصبحت الكراهية المتبادلة بين القطبين المتطرفين (الأوروبي والإسلامي)  والتداعيات الناجمة عـن أعمال الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الدين الإسـلامي ستـاراً لها ، وبعض سياسات القوي الكبري الغربية في أجزاء من العالم الإسلامي ، وقـوداً  لنـار الفتنة والإرهـاب في الشرق الأوسط وفي الغرب  على حدً سـواء  .

 ومـا أود أن أقـوله هنا , أن هذا الحادث الإرهـابي الذي ضـرب فـرنسـا كما أنه ليس الأول فإنه أيضـاً لن يكون الأخيـر , فالحـرب على الإرهـاب تحتاج جهداً كبيراً يبدأ من نبذ بذور التعصب والتطرف الديني , وتجفيف منابع الإرهـاب في أوروبـا أولاً .

تصنيف المقال : 

التعليقات

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.