رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الخميس 13 فبراير 2025 11:12 م توقيت القاهرة

يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

إن الحمد لله تعالى، نحمده ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهد الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله الأ الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم أما بعد اتقوا الله عبد الله واعلموا أن عذاب القبر ونعيمه أمر غيبي ثابت بنصوص القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة، ويلحق الروح والبدن معا، ومن عقيدة أهل السنة والجماعة هو الإيمان بعذاب القبر ونعيمه، وقد أشار القرآن الكريم إلى عذاب القبر في قول الله تعالى عن آل فرعون " والنار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " وقال الإمام القرطبي " والجمهور على أن هذا العرض في البرزخ إحتج بعض أهل العلم في تثبيت عذاب القبر بقوله تعالي .

" والنار يعرضون عليها غدوا وعشيا " ما دامت الدنيا، كذلك قال مجاهد وعكرمة ومقاتل ومحمد بن كعب كلهم قال هذه الآية تدل على عذاب القبر في الدنيا، ألا تراه يقول عن عذاب الآخرة " ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب " وقال شيخ الإسلام ابن كثير " وهذه الآية أصل كبير في إستدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور، وهي قوله " والنار يعرضون عليها غدوا وعشيا " وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا قعد المؤمن في قبرة ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، فذلك قوله تعالي " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " رواه البخاري، وفي رواية للنسائي قال البراء بن عازب رضي الله عنه " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة " وهي نزلت في عذاب القبر.

وها هو شهر رمضان، شهر الصيام وشهر التقوى والقيام ومدارسة القرآن، وشهر الجود والإحسان، يقترب منا بخيره ومنحه وبركاته، فهل من إقبال صادق على الله تعالي يقدر هذا الشهر حق وقدره، وأوبة وتوبة يمحو الله تعالي بها الخطايا ويقيل بها من العثرات ويقي من الزلل، ونكون بها من المتقين، فاللهم بلغنا رمضان واكتب لنا ذلك وإجعلنا من الذين يتقونك حق التقوى، وقد اقتربت منا المنحة السنوية والنفحة الربانية، فأيام وسيحل علينا شهر رمضان الذي كتب الله علينا صيامه وسن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم قيامه حتى نحقق منه التقوى ونتحلى بها، وقال الرازي " الصوم يورث التقوى لما فيه من إنكسار الشهوة وإنقماع الهوى، فإنه يردع عن الأشر والبطر والفواحش. 

ويهون لذات الدنيا ورياستها، وذلك لأن الصوم يكسر شهوة البطن والفرج، وإنما يسعى الناس لهذين، كما قيل في المثل السائر المرء يسعى لعارية بطنه وفرجه، فمن أكثر الصوم هان عليه أمر هذين وخفت عليه مؤنتهما، فكان ذلك رادعا له عن إرتكاب المحارم والفواحش ومهونا عليه أمر الرياسة في الدنيا، وذلك جامع لأسباب التقوى، فيكون معنى الآية فرضت عليكم الصيام لتكونوا به من المتقين الذين أثنيت عليهم في كتابي، وأعلمت أن هذا الكتاب هدى لهم"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.