رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 7 أبريل 2025 9:24 ص توقيت القاهرة

وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا، ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا، وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، الحمد لله فاطر السموات والأرض جاعل الملائكة رسلا، وباعث الرسل مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل، والحمد لله الذي رضى من عباده باليسير من العمل، وتجاوز لهم عن الكثير من الزلل، وأفاض عليهم النعمة، وكتب على نفسه الرحمة، وضمن الكتاب الذي كتبه أن رحمته سبقت غضبه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له أما بعد إن الشهادة في سبيل الله لها مكانة خاصة لبعض الناس يريد الله تعالي أن يرفع درجتهم، ولذلك يقول الله تعالى في شهداء أحد كما جاء فى سورة آل عمران. 

" وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء" ولكن، من الشهيد الذي يستحق هذه الدرجة الرفيعة، وهذه المكانة السنية عند الله؟ من هو؟ أهو كل قتيل في معركة؟ لا، إن اليهودي الذي يقتل فوق الأرض العربية معتديا غاصبا يريد أن يطوي الرسالة المحمدية، وأن يجهز على التاريخ الإسلامي هذا القتيل كأى لص يسطو على بيت فيطلق عليه الرصاص، فيذهب إلى النار، وبئس القرار، ليس كل قتيل في معركة يعتبر شهيدا، وقد أوضحت السنة النبوية المشرفة، أن الشهداء لهم تعريف خاص، تتبعنا هذه التعريفات للشهداء فوجدنا أولها "من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله " وإن من إعتنق الحق، وأخلص له، وضحى في سبيله، وبذل دمه ليروي شجرة الحق به، فهذا شهيد، وأن هناك شهيد آخر هو الذي يأبى الدنية، ويرفض المذلة والهوان. 

فإن الله سبحانه وتعالى جعل العزة للمؤمنين، فإذا حاول أحد أن يستذلك فدافع، إذا حاول أحد أن يجتاح حقك فقاوم، فقد جاء رجل إلى النبي الكريم صلى الله عليه وسلم، فقال يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟ قال صلى الله عليه وسلم "فلا تعطه مالك" قال أرأيت إن قاتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم "قاتلة" قال أرأيت إن قتلني؟ قال صلى الله عليه وسلم "فأنت شهيد" قال أرأيت إن قتلته؟ قال صلى الله عليه وسلم "هو في النار" وقد جاء في السنن أيضا " من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد " فالمسلم ينبغي أن يتشبث بحقوقه، وأن يدافع عنها، وألا يجعل الدنية صفة له، بل ينبغي أن يحافظ على حقه الأدبي والمادى، وليس معنى الحفاظ على الحق المادي والأدبي أن يكون الإنسان حريصا على الحياة. 

أو حريصا على الوجاهة في الدنيا، لا، ليس هذا هو المطلوب، وإنما حدث أن النبى صلى الله عليه وسلم، قال للأنصار "ستكون أثرة وأمور تنكرونها" قالوا يا رسول الله، فما تأمرنا؟ قال صلى الله عليه وسلم "تؤدون الحق الذي عليكم، وتسألون الله الذي لكم" ومعنى ستجدون أثرة بعدى، أى ستعيشون في مجتمع لا يعطيكم حقكم ولا مكانتكم، وأما معنى تؤدون الحق الذي عليكم؟ افرض أنى في مجتمع جائر، هل أخون؟ لا، ولكن أؤدي ما علي كاملا وأطلب من الله الأجر، وهو حسب كل مؤمن ووكيله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.