رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 7 أبريل 2025 6:02 م توقيت القاهرة

الوطن هو أغلى وأثمن الأشياء بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله، الحمد لله الذي جعل حبه أشرف المكاسب، وأعظم المواهب، أحمده سبحانه وأشكره على نعمة المطاعم والمشارب، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له المنزّه عن النقائص والمعايب، خلق الإنسان من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبده ورسوله الداعي إلى الهدى والنور وطهارة النفس من المثالب، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فهي سبيل النجاة والفلاح، ولقد ضرب لنا رسولنا المصطفي صلي الله عليه وسلم أعظم الأمثلة في حب الوطن، وليس غريبا أن تقال في حب الوطن آلاف القصائد، وأن تكتب فيه آلاف القصص والروايات، فالجميع يدرك أن حبه لا يتساوى مع غياب هذا الحب، ومن أراد أن يكسب القلوب فعليه دائما أن يعزف على قيثارة حبه لبلاده.
وألا يغيب هذا الحب في أفعاله، فالفاسد والمرتشي والسارق والمهمل في عمله وطلب العلم كلهم أشخاص يغيب حب أوطانهم عن قلوبهم حتى لو أنكروا ذلك، فحبه يظهر في حرص الجندى على حراسة حدوده، وفي حرص الطبيب على أن يعالج أبناء وطنه، وفي مواظبة المعلم على تدريس أبنائه، وكل من يدعي حبه ولا يمارس هذا بالأفعال هو في الحقيقة يدعي هذا الحب، وإن أخطر ما يمكن تصوره هو أن يكون حبه مجرد فكرة لم تنضج في بعض القلوب، لهذا يجب أن يجدد الجميع حبه والولاء والانتماء له في كل صباح، وأن يكون الحرص عليه كما الحرص على أعز الأشياء وأثمنها، لأن الوطن هو الأغلى والأثمن، وهو الذى تفتديه الأرواح قبل القلوب، وليكن الشعار دائما أن يكون أولا ودائما فى المقدمة، وألا يفقد مكانته أبدا مهما دارت الأيام.
وتبدلت الأحوال والظروف، وقد دل الكتاب والسنة الصحيحة، على أن الرباط في الثغور من الجهاد في سبيل الله، لمن أصلح الله نيته، لقول الله عز وجل كما جاء فى سورة آل عمران " يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون" ويقول النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم "رباط يوم وليلة في سبيل الله خير من صيام شهر وقيامه، وإن مات جرى عليه عمله الذي كان يعمله، وأجرى عليه رزقه، وأمن الفتان" رواه الإمام مسلم، وعن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال "رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها، وموضع سوط أحدكم من الجنة خير من الدنيا وما عليها، والروحة يروحها العبد في سبيل الله أو الغدوة خير من الدنيا وما عليها" رواه البخارى ومسلم، وعن النبى الكريم محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال.
" من اغبرت قدماه في سبيل الله، حرمه الله على النار" رواه البخارى، ولاشك أن الدفاع عن الدين والنفس والأهل والمال والبلاد وأهلها، من الجهاد المشروع، ومن يقتل في ذلك وهو مسلم يعتبر شهيدا، لقول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم " من قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد" ونوصيكم أيها المرابطون في الجبهة، بتقوى الله، والإخلاص لله في جميع أعمالكم، والمحافظة على الصلوات الخمس في الجماعة، والإكثار من ذكر الله سبحانه وتعالى، والإستقامة على طاعة الله ورسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، والحرص على اتفاق الكلمة، وعدم التنازع، والصبر والمصابرة في ذلك بنفس مطمئنة، وحسن الظن بالله.
والحذر من جميع معاصيه، فيقول الله تعالى فى كتابه الكريم كما جاء فى سورة الأنفال " يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون، وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.