رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 15 يناير 2025 4:49 م توقيت القاهرة

وكلا نقص عليك من أنباء الرسل.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

اليوم : الثلاثاء الموافق 10 سبتمبر 2024
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار، أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين، ثم أما بعد إن من أدلة من يحتفلون بالمولد النبوي الشريف أن المولد إجتماع ذكر وصدقه ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة وهذه أمور مطلوبة شرعا وممدوحة وجاءت الآثار الصحيحة بها وبالحث عليها وأن الله سبحانه وتعالى قال " وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك "
ويظهر منه أن الحكمة في قص أنباء الرسل عليهم السلام تثبيت فؤاده الشريف بذلك ولا شك أننا اليوم نحتاج إلى تثبيت أفئدتنا بأنبائه وأخباره أشد من إحتياجاته هو صلى الله عليه وسلم، وأن تقرير هذا الفعل سنة أو ليس بسنة لا بد فيه من نص شرعي، فالسنة ما أمر به الشارع أمرا غير لازم أو فعله الرسول صلى الله عليه وسلم، فهل حث أو فعل الرسول صلى الله عليه وسلم المولد؟ فكيف جاءت السنية إذن؟ والقول أن في الإحتفال ذكر وصدقه ومدح وتعظيم للجناب النبوي فهو سنة لهذه الأسباب، نقول بل هي بدعة، فتخصيص هذه الأفعال في ليلة معينة دون نص شرعي هو إحداث في الدين، وتشريع جديد، واستدراك على الله، وقد جعل الشاطبي في إعتصامه أن من أصناف البدع تخصيص زمان أو مكان للعبادة.
لم يكن لها مستند شرعي فقال " ومنها إلتزام الكيفيات والهيآت المعينة كالذكر بهيئة الإجتماع على صوت واحد وإتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم عيدا وما أشبه ذلك ومنها إلتزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة كإلتزام صيام يوم النصف من شعبان وقيام ليلته " وأنه ليس كل عمل صالح يمدح ويثاب عليه، بل قد يؤثم بفعل الصالح إذا لم يكن مقتديا برسول الله صلي الله عليه وسلم فهؤلاء النفر من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال أحدهما أصوم ولا أفطر، فهذه أعمال صالحة لا شك في مشروعيتها وفضلها ومع ذلك فقد عاتبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال " من رغب عن سنتي فليس مني"
فالعمل الصالح الذي يمدح ويثاب عليه ما كان على الطريقة النبوية فلا يزيد ولا ينقص، والمولد زيادة لم يأمر بها الشارع الحكيم، ويقول الشاطبي رحمه الله " والبدع المستدل عليها بغير الصحيح لا بد فيها من الزيادة على المشروعات كالتقييد بزمان أو عدد أو كيفية ما فيلزم أن تكون أحكام تلك الزيادات ثابتة بغير الصحيح وهو ناقض إلى ما أسسه العلماء " وأيضا تثبيت الفؤاد يكون بالإيمان وعمل الصالحات، وليس بعمل البدع والخرفات، فالإقتصار على ما ورد هو سبيل نجاح الأمة، وسعادة الفرد، فاللهم اغننا بحلالك عن حرامك، اللهم احفظنا وشبابنا من هذه الفتن وسائر الأخطار، اللهم احفظنا وبلادنا وبلاد المسلمين من المفسدين، بلاء المخدرات والمسكرات.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.