رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 3 أغسطس 2025 10:46 م توقيت القاهرة

وصايا ترد النفوس للطمأنينة والحكمة.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وإمتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه سبحانه وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، أما بعد إن من الوصايا التي تعيد إلى العقول رشدها وإلى النفوس طمأنينتها وإلى الإدارة حكمتها، في حل الأزمات هو لا تحرج خصمك، حيث أن من الأصول المستقرة في إدارة الأزمات هو عدم إحراج الخصم، ذلك أن الخصم في أغلب الأزمات يعتبر شريكا لابد من التنازل له ببعض الأمور، ويرجع هذا إلى عدة أمور من أهمها هو إنتشار الوعي الإداري والإلمام بأصول إدارة الأزمات، والثورة المعلوماتية أتاحت لطرفي الأزمة معلومات مهمة عن الأزمة وملابساتها، وأنه ليس ذلك فقط هو الذي يدعو إلى عدم إراقة ماء وجه الخصم.
بل إن إحراج الخصم قد يؤدي به في بعض الأحيان إلى موجة من التهور والطيش تكون سببا في إحتدام الأزمة وإشعال فتيلها، ويتفرع عن هذه الوصية ويلزم منها وصية أخرى مفادها هو دع خصمك يتنفس، وذلك أن الإستعجال في مبادرة الخصم قد يلجئه إلى شيء من الإستعجال الذي قد يصاحبه شيء من التهور، وذلك من أجل تقديم الدليل على كامل قدرته على الرد الحاسم والمدروس، وكما أن من الوصايا التي تعيد إلى العقول رشدها وإلى النفوس طمأنينتها وإلى الإدارة حكمتها، في حل الأزمات هو
أن صعد تدريجيا، حيث أنه من الطبيعي في خضم الأزمة أن يحدد كل طرف بدائل متعددة، وتقضي إدارة الأزمات بالبدء بالأخف منها ثم التدرج فيها حتى البديل الأقوى، ومثل هذا التدرج يفيد في إعطاء الخصم إنطباعا بأنك قادر على الإستمرار في الأزمة بل والتصعيد.
مما قد يحمله على التنازل وإنهاء الأزمة بالصورة المطلوبة، وتجنب توجيه الأزمة نحو العنف، وهذا يقودنا إلى التأكيد على ضرورة الإقتصاد في إستخدام الموارد المتاحة وذلك أن بعض صانعي الأزمة قد يفتعل في البداية أزمة وهمية وهي كمين بقصد إستنزاف الموارد وإنهاك القوى، لتظهر بعد الأزمة الحقيقة التي قد لا تكفي الموارد الباقية والقوى الخائرة لمواجهتها، وكما عليك أن توسّع نطاق إستشاراتك، حيث قال تعالى مبينا أهمية الإستشارة " وشاورهم في الأمر " وتنبثق هذه الأهمية من كونها تتيح لمدير الأزمة أن ينظر للأزمة بعقلانية أكثر وطرائق تفكير متعددة، ومن زوايا متعددة، وبنفسيات تختلف تفاؤلا وتشاؤما، وإن بعضا ممن يعانون من الأزمات يستشير الكثير من الناس في أزماتهم، غير أنهم في الحقيقة لا يستشيرون إلا أنفسهم ولا يصدرون إلا عن عقولهم.
وإنهم أولئك الذين يستشيرون من يحاكونهم في طريقة التفكير والتخصص والخلفية الثقافية والإهتمامات، وكما أن من الوصايا التي تعيد إلى العقول رشدها وإلى النفوس طمأنينتها وإلى الإدارة حكمتها، في حل الأزمات هو تلمس دعما أكبر، وإن مدير الأزمة الناجح هو من يتلمس دعما أكبر، بإستبقاء المؤيدين بقوة من خلال إقناعهم بالقرار الذي تم إتخاذه وبأهمية تأييدهم للقضية التي آمنوا بمشروعيتها واقتنعوا بضرورتها، وبجذب أكبر عدد ممكن من المترددين والعمل على زيادة تأييدهم، وذلك بإطلاعهم على كافة الجوانب التي تزيل اللبس وتقنعهم بسمو القضية، وبالنتائج الطيبة التي ستسفر عنها الأزمة، وبتحييد أكبر عدد ممكن من المعارضين، وكما عليك أن تستخير وأن تستعين، حيث أنه لم يبقي لك إلا أن تستخير الله تعالى وتستعين به.
فلقد حكى لنا جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعلمهم الإستخارة في الأمور كلها كالسورة من القرآن، ولاحظ أنه قال "في الأمور كلها" هكذا، أي في عظيم الأمر وحقيره فما بالك بقرار يتعلق بأزمة، وها هو صلى الله عليه وسلم يقول لنا "إذا همّ أحدكم بالأمر فليركع ركعتين من غير الفريضة، ثم ليقل اللهم إني أستخيرك بعلمك" الحديث"

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
11 + 5 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.