رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الثلاثاء 11 فبراير 2025 11:26 م توقيت القاهرة

هند العربى تكتب : بين تقشف الحكومة .... وانفاق المليارات علي موائد الدراما الرمضانية

بقلم : هند العربى

وسط مفارقة غريبة بين تقشقف الحكومة والحديث المتكرر عن ضرورة ضبط النفس والدخل والاحتياجات وارتفاع أسعار السلع الغذائية بشكل كبير وملحوظ وتفوفها في قدرة استيعاب المواطن الشرائية ؛ وبين إنفاق المليارات علي مسلسلات وإعلانات شهر رمضان.

ساعات قليلة تفرقنا عن رمضان ومازال بدء إعلانات الموسم الساخن للدراما المصرية مستمر ؛ تاركة جانبا التحدث عن السياسة والملفات الساخنة .

نفق المليارات على الموائد الدرامية والإعلانية في الوقت التي تعتزل فيه الموائد الغذائية الرمضانية دورها الذي قد اعتادنا عليه منذ الصغر ؛ الأمر الذي كان يميز مصر عن باقي الدول العربية ، فإذا أردت أن تعلم وجود رمضان وترى سماته وملامحه فعليك بالنظر والتدقق في شوارع مصر حيث الزينة الرمضانية والاضواء الملونة الخافتة والخيم الرمضانية العامرة بالموائد الغذائية ؛ ومناظر الشباب يوزع العصائر والمشروب الرسمي -العرقسوس والتمر الهندي - ولهو الأطفال حاملين فوانيس رمضام في مناظر تبعث بالبهجة والسرور ، لتتلاشي عاما عن اخر ، اكثر فأكثر ، ليشتعل اليوتيوب بأغانى وتيترات المسلسلات فى رمضان كأسلوب جديد من أساليب الدعايا عن شهر القرآن والعبادة.

وفى الوقت الذى نتحدث فيه عن تشقف الحكومة ، تحدثنا أجور الفنانين وأبطال المسلسلات الجديدة لتعلن عن نفسها أمثال أعلي اجر للفنان عادل إمام ومن بعده يسرا ومي عزالدين وتامر حسني ومؤخرا محمد رمضان وغيرهم من الفنانين ؛ لتصل فاتورة الدراما لأكثر من 3 مليار جنيه ، هذا الملف الأكثر سخونة الواجب مناقشته علي الساحة ؛ ولا سيما من جانب مجلس النواب الذى حصل أعضائه على اجازة حتى يستمعوا بكل ما لذ وطاب فى رمضان على الموائد والشاشات في رمضان مثلهم مثل المشاهد العادي  يشاهد ليس أكثر .....!!

نواب ملهيون ومهملون عن حق الشعب والمواطن أيا كان متوسط أو بسيط الحال وعجزه عن الاكتفاء الذاتي واليومي الذي ازداد بشكل جنوني خلال شهر رمضان نظرا لارتفاع الأسعار. 

فأين نواب الشعب من تلك المفارقة وذلك الملف الذي يلاحظه العديد ويعاني منه أبناء الشعب....!!؟

فأبناء الشعب في غني عن تغذية الموائد الدرامية والإعلانية التي تكلفت بالمليارات والتي لا تعم عليه بفائدة ؛  وفي نفس الوقت يستغني عن خيم وموائد الرحمن التي بطبيعتها تتلاشى تدريجيا لتختفي نهائيا ويحرم منها كل فقير ينتظر الشهر الكريم ، مطالبا فقط بالاكتفاء الذاتي المشروع .

فكان من الاولى إنفاق هذه التكلفة علي تحسين أوضاع المواطن وتوفير سبل معيشة أفضل للمحتاجين نصرا للعدالة الاجتماعية المرجوة ، أو ضبط الموازنة العامة ومن ثم العمل علي تخفيض أسعار السلع الغذائية ، أو علي الأقل إنفاق تلك التكلفة لحل المشكلات والأزمات التي تعاني منها البلاد .

وأخيرا... لست ضد إنتاج المسلسلات ؛؛ ولكن ماذا لو اقتطع المسؤلون جزءا من ارباحها وما ستدره الإعلانات للإنفاق علي الفقراء... !!؟؟

تصنيف المقال : 

التعليقات

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.