رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 يناير 2025 8:38 ص توقيت القاهرة

موقف الزوجين أثناء فترة الطلاق

بقلم / محمـــد الدكـــروري
اليوم : الثلاثاء الموافق 3 سبتمبر 2024
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير ولكثير عن حالات الطلاق وأنواعه، وإن من حالات الطلاق هو الطلاق الناجح الذي يفتقر إليه كثير من الأزواج وذلك إذا إنعدمت الحياة الزوجية بين الزوجين، ولم يعد مجالا للتآلف والمودة فهناك الطلاق الناجح أو الإيجابي ولم يكن هناك حل أو مجالا للإصلاح ولم يبق حل إلا الطلاق فإن الزوج يطلق زوجته طلقة واحدة رجعية وتبقى في بيت زوجها إلى أن تنهي عدتها وبعد إنقضاء العدة تذهب إلى بيت أهلها وأثناء فترة الطلاق يتم الإتفاق على تربية الأبناء بحيث يكون للأم وقت وللأب وقت لرؤية الأبناء بحيث لا يشعر الأبناء بفقد الأبوين أو أحدهما.

فيمكن أن يبقى الأولاد يوما عند أبيهم ويوما عند أمهم أو أسبوعا هنا وأسبوعا هناك، المهم ألا يشعر الأبناء بفقد حنان الأمومة وعطف الأبوة، بل يشعرون بدفء التربية الصحيحة السليمة، ولا يكون تقاطع وتدابر وتهاجر بين أهل الزوجين بسبب هذا الطلاق، بل على العكس فالمودة وصلة الرحم لا تزال قائمة فهذا قدر الله تعالى والقبول به أمر لابد منه، فربما كان الطلاق خيرا ومصلحة لكلا الزوجين، فالمهم ألا يعود هذا الطلاق بالشر والضرر، بل يعود بالخير والمحبة بين أهل الزوجين ويشعر الأبناء كذلك بجو مفعم بالمحبة والألفة، ولا يشعرون بفراق الزوجين عن بعضهما، وهذا هو الطلاق الناجح والإيجابي، فيا أيها الزوج العاقل أنت من بيده القوامة اعلموا أن الرجال قوّامون على توجيه النساء ورعايتهن. 

بما خصهم الله به من خصائص القوامة والتفضيل وبما أعطوهن من المهور والنفقات فالصالحات المستقيمات على شرع الله منهن مطيعات لله تعالى ولأزواجهن حافظات لكل ما غاب عن علم أزواجهن بما اؤتمن عليه بحفظ الله وتوفيقه واللاتي تخشون منهن ترفعهن عن طاعتكم فانصحوهن بالكلمة الطيبة فإن لم تثمر معهن الكلمة الطيبة فاهجروهن في الفراش ولا تقربوهن فإن لم يؤثر فعل الهجران فيهن فاضربوهن ضربا لا ضرر فيه فإن أطعنكم فاحذروا ظلمهن فإن الله العلي الكبير وليهن وهو منتقم ممن ظلمهن وبغى عليهن، فيا أيها الزوج الرحيم وأيها الزوج العاقل وأيها الزوج الفاهم تذكر أن الطلاق بيدك، جعله الله بيدك فإذا ما حل شجار أو خلاف بينك وبين زوجتك وحضر الشيطان، فاخرج من بيتك لئلا يتفاقم الوضع ويتعاظم.

وبعد ساعة أو أكثر اتصل بزوجتك لترى هل ذهب الشيطان بوسوسته وكيده ؟ فإذا بدى لك ذلك فخذ هدية وأت بها إلى زوجتك وقدمها لها وتلطف معها، وتحبب لها وتودد، فهي أم أولادك وطباخة طعامك وغسالة ملابسك وهي محط شكواك وهمك بعد الله تعالي وهي محل قضاء وطرك، فالله الله بالحب والحنان وأشعرها أنها كل شيء في حياتك وأنك لا تحب غيرها ولا ترى سواها هكذا تكون الحياة السعيدة مرفرفة على بيتك وأسرتك، فاللهم انفعنا بالقرآن العظيم وبهدي النبي الكريم واجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب ومعصية ومن كل إثم وخطيئة ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.