رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأحد 19 يناير 2025 12:51 ص توقيت القاهرة

من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وفق من شاء للإحسان وهدى، وتأذن بالمزيد لمن راح في المواساة أو غدا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة نرجو بها نعيما مؤبدا، وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله أندى العالمين يدا وأكرمهم محتدا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أهل التراحم والاهتدا وبذل الكف والندى، ومن تبعهم بإحسان ما ليل سجى وصبح بدا، وسلم تسليما سرمدا أبدا، ثم أما بعد قيل أنه في يوم شديد الحرارة كان عثمان بن عفان رضي الله عنه فهو يجلس في الظل مع خادم له خارج المدينة فرأى رجلا يسوق بكرين، من الإبل وعلى الأرض مثل الفراش من الحر، فقال ما الذي أخرج هذا الرجل في هذا الحر الشديد؟ لماذا لا ينتظر حتى يبرد الجو؟ فقال ما على هذا لو أقام بالمدينة حتى يبرد، ثم يروح، ثم دنا الرجل فقال لمولاه انظر من هذا؟ فنظر.
فقال أرى رجلا معتما بردائه، يسوق بكرين، ثم دنا الرجل فقال انظر، فنظر، فإذا عمر بن الخطاب، فقال هذا أمير المؤمنينن فقام عثمان فأخرج رأسه من الباب، فإذا نفح السموم، فأعاد رأسه حتى حاذاه، وصار أمامه فقال ما أخرجك هذه الساعة؟ فقال عمر بكران من إبل الصدقة تخلفا، وقد مضي بإبل الصدقة، فأردت أن ألحقهما بالحمى وخشيت أن يضيعا، فيسألني الله عنهما يوم القيامة فبحثت عنهما حتى وجدتهما، وأردت أن أردهما إلى الحمى وهو المكان الذي ترعى فيه إبل الصدقة، فقال عثمان يا أمير المؤمنين، هلم إلى الماء والظل، ونكفيك أى ونرسل غيرك ليقوم بهذا العمل، ولكن أمير المؤمنين رفض، وقال عد إلى ظلك يا عثمان وساق الجملين أمامه حتى أدخلهما الحمى، فقال عثمان من أحب أن ينظر إلى القوي الأمين فلينظر إلى هذا،
وأشار إلى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال رأيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه على قتب يعدو، فقلت يا أمير المؤمنين، أين تذهب؟ فقال بعير ند، أي فر وهرب، من إبل الصدقة أطلبه فقلت لقد أذللت الخلفاء بعدك، فقال يا أبا الحسن، لا تلمني، فوالذي بعث محمدا بالنبوة لو أن عناقا ذهبت بشاطئ الفرات لأخذ بها عمر يوم القيامة، وحين وفاته، ينادي ابنه عبد الله ويقول له " يا عبد الله بن عمر انظر ما علي من دين، فحسبوه فوجدوه ست وثمانين ألف أو نحوه، قال فأدي عني هذا المال" فإنظروا إلى النزاهة والأمانة العمرية، الذي تجبى إليه كنوز كسرى وقيصر، وتنفق على جميع المسلمين، وهو لم يأخذ درهما واحدا لحجه وعمرته وأعماله الخاصة به، إنما يأخذ ما حدد له من مرتب من الدولة.
فإذا بقي طعام زائد عن حاجته رده إلى بيت مال المسلمين، فأي أمانة وعدالة هذه يا أمة الإسلام؟ فهذه أمانة عمر رضي الله عنه وغيره من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم الذين رباهم الحبيب النبي صلى الله عليه وسلم على عينيه فخرجوا علينا بمواقف رائعة، لولا النقل الصحيح لقلنا إنها ضرب من الخيال أو شيء محال، لكن لا عجب ولا غرو فقدوتهم هو الحبيب النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم، فقد علم عمر رضي الله عنه الأمانة لأولاده ولرعيته.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.