بقلم : محمد عبد العزيز
كاتب وباحث اقتصادي ومتخصص في الشئون الافريقية
أرجو عدم نقد ملك الأردن لأنه تفاجيء بالصحفيين داخل مكتب ترامب وهذا الأمر لم يكن متفقا عليه والملك لم يقدم تنازلات ولكنه أجل الحسم لكلا من مصر والسعودية بينما أمريكا وإسرائيل يحاولا منذ فترة طويلة جدا كسر الشراكة الاستراتيجية بين مصر والسعودية وفصلهم أمنيا من خلال خلق مصالح أمنية واقتصادية متضاربة بين البلدين لأن انفصال رؤية مصر عن رؤية السعودية هو النهاية الفعلية للإسلام السني المعتدل وكسر للمنطقة العربية بالكامل أمام النفوذ الإسرائيلي والهيمنة الأمريكية ، أما تركيا فهي نموذج مصطنع لإسلام شريك في حلف الناتو وتابع للمخابرات الأمريكية يدور في فلك أحلام الخلافة التي تداعب جماعة الإخوان المحظورة وهذا النموذج لا يصدر إلا التصريحات المعادية لشخص نتنياهو وكأنها مسألة شخصية لكن لا يجرؤ النظام التركي على الخروج عن وحدة الصف مع الناتو والجانب الأمريكي بينما معاداة النظام التركي لشخص نتنياهو إنما هي لتعظيم مكاسب تركيا في سوريا وفي المنطقة العربية حتى لا تفقد مصداقيتها أمام تابعيها ليس أكثر ، بينما الجانب الإيراني لازال لديه أحلام التوسع ولم يفقد أذرعه بالكامل في المنطقة العربية وهو يقوم بمناوشات مدروسة مع إسرائيل وأمريكا لتحقيق مكاسب خاصة به سواء في ملف البرنامج الإيراني النووي أو في الحفاظ على نفوذه داخل المنطقة العربية ؛ لذلك أعتقد أن عدم زيارة الرئيس المصري أو ولي العهد السعودي للرئيس ترامب هو القرار الصواب وهناك قنوات إتصال عديدة من خلال مسئولي الخارجية والمخابرات لنقل الخطط العربية البديلة لخطة ترامب لإعادة إعمار غزة دون تهجير لسكانها وتصفية القضية الفلسطينية وعلى الجانب الأمريكي أن يختار بين مصالحه مع العرب أو الدفع قدما في ملف التهجير بشكل يؤدي لصدام عسكري واسع النطاق في منطقة عربية جميع شعوبها ضد ملف التهجير لسكان غزة ولا تستطيع الأنظمة العربية الحاكمة أن تخذل شعوبها ومسألة طرح أو عرض ملف التهجير لاختيار أو رغبة من يريد من سكان غزة بعد هذا التدمير كله للقطاع إنما هي مسألة تؤكد أن الموضوع كان مخطط له مسبقا وأن هجوم حماس يوم ٧ أكتوبر ٢٠٢٣ كان مجرد ذريعة وأن النظام الأمريكي والنظام الإسرائيلي لا يريدا إقامة دولة فلسطينية ويجب على حماس أن تتراجع عن المشهد السياسي والعسكري في قطاع غزة لأن الموقف الآن أكبر من إمكانات حماس وما تفعله حماس من استعراض للقوة يبرر مواقف إسرائيل وأمريكا من ضرورة التهجير لمنع التصعيد والتصعيد المضاد كل فترة لأن إسرائيل وأمريكا كلاهما لا يريدا التعامل مع جذور الصراع والسماح بإقامة دولة فلسطينية وعليه فإنه لابد من أن تتحلى حماس بالشجاعة لتتخلى عن السلطة وتبدأ خطوة أهم من قنص بعض جنود الاحتلال بكثير وهي خطوة توحيد الصف الفلسطيني حتى لا تكون حماس سببا في ضعف موقف مصر والسعودية أمام مخططات التهجير ( الأمريكية - الإسرائيلية ) ويجب على كل إنسان وزعيم حر في هذا العالم أن يعبر عن مدى استيائه من هذا التدني الأمريكي والإسرائيلي في التعامل مع إنسانية الشعب الفلسطيني وأبسط حقوقه المشروعة.
إضافة تعليق جديد