رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 31 مارس 2025 9:26 ص توقيت القاهرة

مبطلات الإعتكاف

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين الواحد القهار العزيز الغفار مقدر الأقدار، مصرف الأمور مكور الليل على النهار، تبصرة لأولى القلوب والأبصار، وأشهد أن لا إله إلا الله إقرارا بوحدانيته، واعترافا بما يجب على الخلق كافة من الإذعان لربوبيته، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه المصطفى من خليقته، وأكرم الأولين والآخرين من بريته، فاللهم صلي عليه وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته واقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ثم أما بعد ذكرت كتب الفقه الإسلامي الكثير عن موضوع الإعتكاف، وإنه يبطل الإعتكاف بأمور أولها هو الجماع، حيث قال الله تعالى في سورة البقرة " ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد" وأما مقدمات الجماع كالتقبيل واللمس لشهوة فلا تجوز للمعتكف ولكنها لا تبطل إعتكافه، بل تنفص أجره. 

وثانيها هو الخروج من المسجد لغير حاجة، وليعلم أن خروج المعتكف بجميع بدنه على ثلاثة أقسام، فالأول هو الخروج لأمر لا بد منه طبعا أو شرعا، مثل الخروج لقضاء الحاجة والوضوء الواجب والغسل الواجب، والأكل والشرب، فهذا جائز إذا لم يمكن فعله من المسجد، فإن أمكن فعله في المسجد مثل أن يكون في المسجد حمام يمكنه أن يقضي حاجته فيه وأن يغتسل فيه، أو يكون له من يأتيه بالأكل والشرب حينئذ فالأولى عدم الخروج لعدم الحاجة إليه، والأمر الثاني وهو الخروج لأمر طاعة لا تجب عليه، كعيادة مريض وشهود جنازة ونحو ذلك فلا يفعله إلا أن يشترط ذلك في ابتداء اعتكافه مثل أن يكون عنده مريض يحب أن يعوده أو يخشى من موته فيشترط في ابتداء اعتكافه خروجه لذلك فلا بأس به على أن لا يكثر ذلك أو يطول لأن هذا ينافي الاعتكاف. 

فلا يصح للموظف أن يشترط الخروج كل يوم للدوام، ولا لإمام أو مؤذن أن يعتكف في غيره مسجده، ويشترط الخروج كل فرض، وإذا احتاج هؤلاء لمثل ذلك فإنهم يجددون نية الاعتكاف كلما عادوا، ولا يكون اعتكافهم متصلا والله اعلم، والأمر الثالث وهو الخروج لأمر ينافي الاعتكاف، كالخروج للبيع والشراء وجماع أهله ومباشرتهم ونحو ذلك، فلا يفعله لا بشرط ولا بغير شرط، لأنه يناقض الاعتكاف وينافي المقصود منه، ويجوز له أن يخرج لشراء ما لابد له منه كالأكل والشرب ونحوهما، وعن ابن عباس وابن عمر رضي الله عنه قالا "لا جوار إلا بصوم" ويتفق قول الفقهاء على أنه في الشرع لزوم مسجد لطاعة الله تعالى، وإن كان بينهم ثمة تفاوت في التعريف في إثبات، أو حذف بعض الشروط والأركان كالنية، والإسلام، والصوم، والكف عن الجماع وهكذا. 

فمثلا من تعاريف الحنفية هو اللبث في المسجد مع الصوم ونية الاعتكاف، ومن تعاريف المالكية هو لزوم مسلم مميز مسجدا مباحا، بصوم كافا عن الجماع ومقدماته يوما وليلة فأكثر للعبادة بنية، ومن تعاريف الشافعية هو اللبث في المسجد من شخص مخصوص بنية، ومن تعاريف الحنابلة هو لزوم المسجد لطاعة الله على صفة مخصوصة عاقل، ولو مميزا طاهر مما وجب غسلا، وعرفه ابن حزم بأنه "الإقامة في المسجد بنية التقرب إلى الله عز وجل ساعة فما فوقها ليلا أو نهارا" وعلى هذا فالاعتكاف في الشرع هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة، وقال شيخ الإسلام "لو قيل لعبادة الله تعالى كان أحسن أي بدلا من طاعة الله تعالى فإن الطاعة موافقة الأمر، وهذا يكون بما هو في الأصل عبادة كالصلاة، وبما هو في الأصل غير عبادة. 

وإنما يصير عبادة بالنية، كالمباحات كلها بخلاف العبادة فإنها التذلل للإله سبحانه وتعالى" وقال أيضا ولما كان المرء لا يلزم ويواظب إلا من يحبه ويعظمه، كما كان المشركون يعكفون على أصنامهم وتماثيلهم، ويعكف أهل الشهوات على شهواتهم شرع الله لأهل الإيمان أن يعكفوا على ربهم سبحانه وتعالى، وأخص البقاع بذكر اسمه سبحانه والعبادة له بيوته المبنية لذلك، فلذلك كان الاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.