رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 18 يناير 2025 9:34 م توقيت القاهرة

لو صح إيمان المؤمن

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد ألا إله إلا الله يؤتى الملك من يشاء وينزع الملك ممن يشاء ويعز من يشاء، فاللهم إنا نسألك وأنت الغنى ونحن الفقراء إليك، أنت القوى ونحن الضعفاء إليك، نسألك أن تغنينا من فضلك العظيم، وأن تجعل أيدينا دائما هى العليا وألا تجعلها هى السفلى، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذى كان أجود الناس وكان أجود ما يكون فى رمضان، فلرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يأتيه الرجل فيعطيه ويعطيه ويعطيه حتى يعود الرجل إلى قومه يقول لهم " جئتكم من عند خير الناس، إن محمدا يعطى عطاء من لا يخش الفقر" اللهم صل عليه وعلى آله وصحيه أجمعين ومن دعا بدعوته وسار على نهجه إلى يوم القيامة ثم أما بعد.

إن في تلاوة القرآن الكريم وفي تدبره سعادة لا تعدلها سعادة وأنسا لا يحس به إلا من ذاقه والمؤمن لو صح إيمانه وصلح قلبه ما شبع من كلام ربه سبحانه، وقال بعض الصحابة لعثمان بن عفان رضي الله عنه نقرأ القران ولا نجد له طعما، قال والله لو سلمت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم، فالقرآن الكريم لمن يحسن التعامل معه يجد فيه حلاوة الإيمان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده" رواه مسلم، فإن في القرآن شفاء للقلوب من أمراضها، وجلاء لها من صدئها، وترقيقا لما أصابها من قسوة، وتذكيرا لما اعتراها من غفلة، مع ما فيه من وعد ووعيد، وتخويف وتهديد، وبيان أحوال الخلق بطريقيهم أهل الجنة. 

وأهل السعير، ولو تخيل العبد أن الكلام بينه وبين ربه كأنه منه إليه لانخلع قلبه من عظمة الموقف، ثم يورثه أنس قلبه بمناجاة ربه، ولوجد من النعيم ما لا يصفه لسان أو يوضحه بيان، وكما أن المؤمن يحس بحلاوة التلاوة فإنه يجب عليه أن يستشعر حلاوة التطبيق فالأمر ليس بالكم إنما يكون بالكيف، وحينما نتأمل في حال من يحتفل بهذا المولد، تجد أنهم قصروا محبته صلى الله عليه وسلم على هذا الحب الوجداني، متمثلا في إنشاد وتلحين القصائد والمدائح التي لا تخلو غالبا من الغلو، وإن سلمت من الشركيات، والرقص والتواجد، وإحياء الحوليات، والإحتفال بالمواليد، بل لقد بلغ الغرور ببعضهم أن يحكم على من لا يقرّهم على ذلك، ويشاركهم فيه، ويمارسه معهم، بأنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم وهذا من الإفتراء المبين، والظلم المشين.

والغرور اللئيم حيث قلبوا الموازين، وإفتروا على رب العالمين، وتلاعبوا بسنة سيد المرسلين، وأجحفوا في حق إخوانهم في الدين حيث جعلوا البدعة سنة، والمنكر معروفا والباطل حقا، وبهذا يتبن لنا أن هناك خللا في مفهوم المحبة الواجبة، وهناك مخالفة بل نقض في هذا الفعل أي المولد، للمحبة الواجبة على العبد تجاه نبيه، وثمة أمر هنا لابد من التنبيه عليه، وهو إننا في الوقت ذاته الذي ننكر فيه الغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم ونستنكر تلك الممارسات المبتدعة التي إختزل فيها حب النبي صلى الله عليه وسلم مع كل ذلك فإننا نستنكر كذلك الجفاء في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونستنكر الجفاء في محبته صلى الله عليه وسلم وعدم معرفة فضله على الأمة وأنه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين. 

وهداهم إلى الصراط المستقيم، ولم يترك سبيلا لهدايتهم إلا سلكه، ولا علما إلا بذله، فصلوات الله وسلامه عليه، فمعرفة حقه على كل مسلم واجب عظيم، لا ينبغي تركه وإهماله، وكما أن الغلو مردود فكذلك الجفاء مرفوض بكل صوره وأشكاله.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.