رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 4 يوليو 2025 6:20 م توقيت القاهرة

لويس التاسع أسيرا بيد المسلمين

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله وكفى، وسمع الله لمن دعا، وبعد، فاتقوا الله عباد الله حق التقوى، وتمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن في الدين عصمة أمركم، وحسن عاقبتكم وبعد ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن دولة المماليك في مصر، وقيل أنه وقع لويس التاسع أسيرا بيد المسلمين بعد فناء جيشه في فارسكور، فبعد وفاة الملك الكامل ناصر الدين محمد الأيوبي سنة ستمائة وخمسة وثلاثون من الهجرة، الموافقة لسنة ألف ومائتان وثماني وثلاثون ميلادي، عارض مماليكه ما جرى من تنصيب إبنه الأصغر سيف الدين أبو بكر، فتحالفوا مع المماليك الأشرفية بزعامة عز الدين أيبك، وتآمروا على خلع أبي بكر سنة ستمائة وسبعة وثلاثون من الهجرة، وهزموا من ناصره من الكرد، بعد ذلك فرض المماليك الكاملية وهم مماليك الملك الكامل ناصر الدين.

وكانوا الأقوى على الساحة السياسية رغبتهم على الأشرفية بتنصيب نجم الدين أيوب بن محمد، فإستدعي الأخير من حصن كيفا في الجزيرة الفراتية لتولي السلطة في مصر التي دخلها سنة ستمائة وثمانون وثلاثون من الهجرة، وجلس على العرش وتلقب بالملك الصالح، كانت قضية تنصيب الملك الصالح سابقة في تاريخ مصر والإسلام، إذ قام المماليك لأول مرة بدور سياسي ضاغط، فأضحوا الأداة للسلاطين الأيوبيين للاحتفاظ بسلطانهم وتفوقهم، مما أدى إلى تضخم نفوذهم السياسي، وازدادوا شعورا بأهميتهم، أدرك الصالح أيوب أهمية المماليك للاستمرار في الحكم ما دفعه إلى الإكثار من شرائهم إلى درجة لم يبلغها غيره من الأمراء الأيوبيين حتى أضحى معظم جيشه منهم، وإعتنى بتربيتهم تربية خاصة ثم جعلهم بطانته وحرسه الخاص. 

استغل المماليك الصالحية سطوتهم في مضايقة الناس والعبث بممتلكاتهم وأرزاقهم، حتى ضج الشعب من عبثهم وإعتداءاتهم، فرأى الصالح أيوب أن يبعدهم عن العاصمة، وإختار جزيرة الروضة في النيل لتكون مقرا له، فإنتقل إليها مع حاشيته ومماليكه الذين بنى لهم قلعة خاصة أسكنهم بها، فعرفوا منذ ذلك الحين بالمماليك البحرية الصالحية، وقد تعرضت مصر أواخر أيام الصالح أيوب لغزو صليبي كبير بقيادة لويس التاسع ملك فرنسا وهو ما اصطلح عليه بالحملة الصليبية السابعة، ففي فجر السبت الموافق الثاني والعشرون من شهر صفر من عام ستمائة وسبعة وأربعون من الهجرة، نزل الصليبيون بر مدينة دمياط، وإحتلوا المدينة بسهولة بعد إنسحاب حاميتها وهروب أهلها منها، وتوفي في تلك الفترة الحرجة الملك الصالح أيوب بعدما إشتد عليه المرض. 

فأخفت زوجته شجر الدر موته خشية تضعضع الأوضاع، وأرسلت تدعو ابنه الوحيد توران شاه من حصن كيفا للقدوم إلى مصر على عجل ليتولى الحكم، وقد علم الصليبيون بوفاة الصالح أيوب رغم كل الإحتياطات التي إتخذتها شجر الدر لإخفاء الأمر، فإتخذوها فرصة لتوجيه ضربة قاضية للمسلمين قبلما يفيقوا من هول الصدمة، فزحفوا من دمياط نحو المنصورة، أمسك المماليك بزمام الأُمور بقيادة فارس الدين أقطاي الجمدار، الذي أصبح القائد العام للجيش وهو أتابك العسكر، ووضع أحد أبرز قادتهم بيبرس البندقداري خطة عسكرية محكمة كفلت النصر على الصليبيين، وفي تلك الأثناء وصل توران شاه إلى مصر وتسلم مقاليد الأمور، وأعد خطة أخرى ضمنت النصر النهائي على الصليبيين في قرية فارسكور. 

فهزم هؤلاء هزيمة كبرى وفني وهلك جيشهم على يد المماليك، ووقع لويس التاسع نفسه في الأسر، وقتل أخاه في المعركة، على هذا الشكل إنتهت الحملة الصليبية على مصر بفضل جهود المماليك.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
16 + 4 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.