رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 20 يناير 2025 11:52 م توقيت القاهرة

لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون.. بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله أنشأ الكون من عدم وعلى العرش إستوى، أرسل الرسل وأنزل الكتب تبيانا لطريق النجاة والهدى، أحمده جل شأنه وأشكره على نعم لا حصر لها ولا منتهى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يرتجى، ولا ند له يبتغى، وأشهد أن نبينا وحبيبنا محمدا عبد الله ورسوله الحبيب المصطفى والنبي المجتبى صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن سار على النهج واقتفى، ثم اما بعد إن إسباغ الوضوء والصلاة بعده من أعظم أسباب دخول الجنة فإن نبينا المصطفي صلى الله عليه وسلم أراه الله الجنة مرارا يدخلها صلوات الله وسلامه عليه وكلما دخل الجنة سمع صوت نعلي بلال بن رباح رضي الله عنه وأرضاه فقال صلى الله عليه وسلم لبلال " أخبرني بأرجى عمل عملته في الإسلام فإنني ما دخلت الجنة قط إلا وسمعت خشخشة نعليك بين يدي"
فقال يا نبي الله أما وقد سألت فإني كنت لا أتوضأ وضوء فأسبغ فيه الوضوء إلا صليت لله جل وعلا في أي ساعة من ليل أو نهار ما كتب الله لي أن أصلي" رضي الله عن بلال وألحقنا الله تعالي به في الصالحين، كما أن الوضوء نفسه من غير صلاة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أسبغ الوضوء ثم قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله اللهم أجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء" وكما أن من أعظم أسباب دخول الجنة وعلو المنازل فيها هو كفالة اليتيم حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كفل يتيما كنت أنا وهو في الجنة كهاتين" وجمع صلى الله عليه وسلم وفرق بين أصبعيه السبابة والوسطى.
ومما ينبغي أن يعلمه كل عبد أن المؤمن إذا كتب الله تعالي له الجنة نسي كل بؤس كان عليه في الدنيا ظمأ الهواجر قيام الليل إنفاق المال عونك لأخيك كثرتك للتسبيح صبرك على البلاء كل ذلك يُنسى إذا أدخل الجنة، أدخلنا الله جل وعلا وإياكم الجنة، فيا عباد الله إن القرآن لما حث أتباعه على المسارعة في الخيرات والمسابقة في الطاعات طمعا في دخول جنات الرحمن ما أراد الله تعالي بذلك ولا أراد رسوله المصطفي صلى الله عليه وسلم أن يسابق الإنسان إلى الموت وأن يسرع إلى التخلص من حياته فإن الأجل أمر لا يكلف العبد به هذا أمر قدري خارج عن التكليف والله تعالي يقول " فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون " ولم يرد في الشرع ما يدفع المؤمن إلى أن يتمنى الموت إلا في حالات يذكر فيها دعاءا مخصوصا.
أما الأصل في المؤمن أنه يسارع في الخيرات ويسابق في الطاعات ويعمل العمل الصالح هذا الذي كلفنا الله تعالي به، وعن أبي أمامه رضي الله عنه وأرضاه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فرققنا، أي أثر فينا حديثه فبكى سعد رضي الله عنه وأرضاه فأكثر من البكاء ثم قال سعد، أي سعد ابن أبي وقاص قال يا ليتني مت، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا سعد لا تقل هذا فإنك أن كنت قد خلقت للجنة فمهما طال من عمرك وحسن من عملك فهو خير لك" فاللهم كما إحتفيت بنبيك في الدنيا والآخرة فاغفر لأمته وارفع عنها الغلاء والوباء والربا، اللهم يا موضع كل شكوى ويا سامع كل نجوى، يا عالم كل خفية، ويا كاشف كل بلية، يا من يملك حوائج السائلين، ندعوك دعاء من اشتدت فاقته.
وضعفت قوته، وقلت حيلته، دعاء المضطرين، الذين لا يجدون لكشف ما هم فيه سواك، إكشف ما بنا وبالمسلمين من ضعف وفتور وذل وهوان، اغفر يا رب ذنوبنا، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.