رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الاثنين 14 يوليو 2025 1:53 م توقيت القاهرة

كيان الإنسان الجسمي والنفسي

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي جعل جنة الفردوس لعباده المؤمنين نزلا ويسرهم للأعمال الصالحة الموصلة إليها فلم يتخذوا سواها شغلا، وسهل لهم طرقها فسلكوا السبيل الموصلة إليها ذللا وكمل لهم البشرى بكونهم خالدين فيها لا يبغون عنها حولا، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلي الله عليه وسلم ثم أما بعد ذكرت المصادر أن هناك نظرية تمسى المغناطيس الشخصي، وتعد جملة المغناطيس الشخصي، هما كلمتان تشيران إلى معنى واحد يجهله أكثر الناس ولا يولونه العناية التي يستحقها ثم لا يستثمرون الفوائد الجزيلة التي يعطيها، وبعضهم يرى أن مغناطيس الشخصية واقع تجريبي محض، وبعضهم يراه محض إعتقاد خاص، كأي إعتقاد من الإعتقادات الشائعة التي يكثر حولها الجدل، ولا ينتهي بها الأخذ والرد، إلى نتيجة حاسمة، والحقيقة أن لكل شخص مغناطيسية. 

تنبعث من كيانه الجسمي والنفسي، كائنا من كان وكائنة ما كانت قيمته الاجتماعية والفكرية والسياسية، وليس في الناس من لا يؤثر في غيره عن وعي أو عن غير وعي وليس في الناس من لا قيمة له في بصائر الذين يحيطون به، ويتعامل معهم ويتعاملون معه، فلكل امرئ تأثيرات خاصة، كما لكل امرأة نفوذ شخصي نفسي خاص، وهناك إلى ذلك تأثير غير منظور، قوي أو خائر وسواء جذاب أو حيادي مخرب أو بناء، وسواء منظم أو مبعثر للقوى النفسية، ولا ينفصل عن النشاط النفسي، وينبثق دون إنقطاع من نفوسنا ويشع وينتشر، ولكن هناك سؤال وهو هل يكون تأثير المرء في غيره من الناس سلطة خاصة يحرزها القلة الأفذاذ من البشر؟ أم هو نتاج تمارين سرية خفية يقوم بها المرء في معزل عن المجتمع ونجوه من أعين الرائين؟ والحقيقة أنه ظاهرة عامة شاملة. 

يمكن أن تظهر في حياة كل فرد من أفراد الإنسانية، فلا يختص به أحد، ولا يتميز به شخص دون الآخرين لأنه ينبع دوما من النفسية الفردية، فهو كالفكر نفسه الذي يصدر عنه، وكل امرئ منا يؤثر فيمن حوله عن وعي أو غير وعي بواسطة إشعاع خاص يمتد على مسافات تقصر أو تطول حسب الأشخاص والظروف، ولقد أوتي كل شخص مغناطيسه الذي يتفرد به كما أوتي الحياة نفسها بيد أن هذا المغناطيس يختلف بين كائن وآخر بما فيه من شدة وإستمرار وإنسجام، وإن أقل أفكارك دوما وأتفه ما تنطق به من كلمات عن تأمل وأبسط ما تتخذ من قرارات وتؤدي من أعمال تتعاون فيما بينها جميعا على تكوين مالك من نفوذ منظور أو محجوب تخرجه من كل لحظة ذاتيتك المتميزة، وأنت الآن بشخصيتك الراهنة، وليد أفكارك السابقة وأقوالك الماضية. 

وأعمالك التي عفى عليها الزمن، وإن لأفكارك وأقوالك الآن اليد الأولى في نسج مستقبلك القريب والبعيد، فإذا تعلمت أن تحكم عوامل تأثيرك ونفوذك تصل إلى تحقيق ما تطمح إليه وتحصيل ما تبغي تحصيله وتتجنب كل ما تعتبره مؤلما أو متعبا أو مريرا، ولكن من أين تنبثق مظاهر نفوذ قوى واضح؟ وهل يتاح لأي كان أن يوازي أقوى الشخصيات تأثيرا وأبعدها نفوذا، أو أن ينال مرتبة محترمة من إشعاعها؟ وتكاد الأبحاث والدراسات النظرية والتجريبية في هذا الموضوع، تجمع على شيء أكيد هو أن تطبيق الإرشادات الآلية إلى تحصيل النفوذ الشخصي والمراس المستمر الدائب لكل ما من شأنه أن يقوي المرء أو المرأة في التحصيل المغناطيسية، ويؤديان دوما إلى زيادة تأثير الشخص وتوسيع دائرة نفوذه على الآخرين. 

ويحسب بعض الباحثين أن ينبوع الإشعاع الفردي قائم في الكيان الحيوي البيولوجي، ولا ريب أن حيوية قوية صارخة وجسما ممتلئا يفيض بالعافية وصدرا واسعا وإنتظاما في الأجهزة التنفسية والغذائية والهضمية والدموية والعصبية تؤدي كلها إذا إجتمعت إلى إيلاء صاحبها مغناطيسية قوية، والناس ينشدون عشرة الأقوياء ويشعرون معهم بالإطمئنان والسرور، ويقتربون منهم كما يقترب المقرور من الموقدة الدافئة في أيام الشتاء القارصة، ولكن هنالك اشخاصا لا يملكون من ضخامة الهيكل ولا من العافية الطافرة ما يملكه غيرهم وتراهم مع ذلك على نحولهم ونحافتهم وضآلة قواهم الحيوية يسيطرون على الآخرين ويستحوذون استحواذا تاما بما أتوا من صفات نفسية ومعاني خلقية أهمها الشجاعة والإنطلاق.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.
1 + 14 =
Solve this simple math problem and enter the result. E.g. for 1+3, enter 4.