سالت ذات مرة جدي الحكيم ذو الوجه الحنون والملامح المليئة بخيوط وتجاعيد العزة والاصالة والزمن فقلت له بكل شغف :- ماهو سر الحياة الهادئة؟؟؟
فقال لي وعلي وجهه ابتسامة بسيطة بنظراته الثاقبة الصميمة :- انظري ياحفيدتي الجميلة فماذا يوجد بالخلف هناك؟
قلت له:- لاشىء
ثم قال :- وماذا يوجد امامك هناك؟
قلت له :- لا شىء
فقال لى:- جيد جدا فكل ما جاوبتي عليه ليس ما اقصده من سؤالي فانتي هنا تسرعتي ياصغيرتي في اجابتك وهذا دليل علي قلة خبرتك في هذه الحياة، فانتي ياصغيرتي لم تزني الامور في اجابتك هذه 'فسؤالي عن تفاصيل الاشياء فيوجد خلفك اشياء كثيرة وامامك اشياء اكثر ولكن انتي بطبيعيتك البريئة وساذجة تصرفاتك في الحياة جعلتك تظنين انه لايوجد شىء ونظرتي للاشياء بنظرة العدم ولكنها موجودة بالفعل، انظري خلفك فتوجد منضدة كبيرة وتلفاز واريكة وشباك واشياء كثيرة، تسرعتي انتي وظننتي اني اسالك علي اشخاص او شىء جديد تواجد ولكني اسالك علي الاشياء المتواجدة بالفعل وتفاصيل الاشياء، فهنا ياصغيرتي الحبيبة قصدت ان اعلمك شىء وهو التوازن في الامور بنظرة ثاقبة وحكيمة وعدم التعجل في اي امر او فعل ما فسر الحياة الهادئة ياملاكي من هنا وهو التوازن في كل شىء، فلا يطغي شىء علي شىء عندك او صفة علي صفة، فزني بين الصراحة والوقاحة، الطيبة والسذاجة واحذري التلقائية والعفوية، فلا احد يفهمك. بما تقصدينه فمهما كانت نيتك حسنة فلا تسلمي من ظنونهم السيئة، زني بين البساطة والتكلف فاحذري خلق الله في كل شىء وفي كل فعل وتصرف في الحياة، واحذري ايضا الحكم المطلق علي الاشياء والاشخاص، فكل موقف له حالة بذاتها واحذري التعجل في الاجابات وردود الافعال والافعال أيضا، انظري خلفك وامامك يمينك ويسارك ومن كل الاتجاهات في اي امر ما حتي لا تندمين. فيما بعد ياصغيرتي وتعيشين حياة هادئة مستقرة مع من يحيطون بك، عرفتي الان ما هو سر الحياة الهادئة، الا فهو التوازن في كل شىء فحسب.
فقلت له بكل راحة وامان وامتنان :- نعم ياجدي الجميل، المثالي الفضيل فالحياة بحر عميق فمن الضروري انا اتعلم السباحة جيدا حتي لااغرق مع أمواج البحر الكثير، فالبساطة في الحياة لا يفهمها الا قليل فالتوازن بينها وبين.اي امر ما شئ ضروري وحكيم حتي اعيش عيشة هادئة، مع الاخرين، فالصفاء الذي بداخلي لايوجد في كثير منهم ولا اسلم من سوء نواياهم. وتحليلهم للامور الكثير واهتمامهم بالمظهر الخادع، الذي ليس له مثيل... فهكذا هي الحياة بحكمة جدي الجميل...
إضافة تعليق جديد