بقلم عبير مدين
لا أظن أمريكا بالقوة ولا ترامب بالغباء ليفتح عدة جبهات قتالية في وقت واحد صحيح هو كغيره من رؤساء الدول العظمى يريدون الحروب مشتعلة لتدر عليهم تجارة السلاح مزيدا من المكاسب لكن الصالح العام أن أن يكون هناك هدوءا وتوازن نسبي حتى لا يحدث كسادا لباقي مجالات الاقتصاد كما أن المجتمع الأمريكي متذمر من ارسال أبناءه للموت في بلاد غريبه.
في اعتقادي أن ترامب يريد إعادة ترتيب البيت الأمريكي في الداخل هذا الترتيب ينتج عنه تطاير بعض الأتربة ولأن ترامب رجل قومجي غيور على وطنه لذا هو بحاجة لشغل أنظار العالم عما يحدث هناك وتشتيت انتباهه بقضية تهجير الفلسطينيين فإذا لم تكن مهتما اليك قضية الحدود مع المكسيك فإن كان الأمر لا يعنيك فاليك قضية ضم كندا وهكذا ينشغل العالم بلاعب السيرك والحاوي الذي يخرج من جرابه خدعه تلو الأخرى بينما خيوط اللعبة في يد الرئيس الفعلي الذي يدير السياسة إلكترونيا!
بالأمس كان أوباما هو الرئيس الفعلي بينما كان جو بايدن مجرد غطاء سياسي واراد استكمال مدة ولايته الغير خفية بتنصيب كاميلا هاريس لكن حدث ما لم يكن في الحسبان وصعد ترامب بمساعدة نجله ويضغط من اللوبي الصهيوني وبدعم من الثعلب ايلون ماسك الذي أصبح هو الرئيس الفعلي للبلاد بينما ترامب مجرد غطاء سياسي له يجيد خطف الأبصار بتحركاته وتصرفاته المضحكة والغريبة تارة وتارة أخرى بجرأته.
اللعبة حتى الآن تمشي كما هو مخطط جميعنا مشغول بسياسته الخارجية لم يعد أحد مشغول بما يدور على الخريطة الداخلية له فجأة اختفت اخبار حرائق لوس انجلوس وما خلفته من دمار ، الحرب على المثلية تتم بهدوء لم نسمع صوت حماة الحريات يدافع واختفت العديد من المشاكل!
استخدم لعبة شوفت العصفورة؟! التي كنا نلعبها في الصغر ليثبت أنه وايلون ماسك حتى الآن من دهاة السياسة والاقتصاد ونحن سذج تنطلي علينا الحيل!
تخوفات نتنياهو من الإدارة الأمريكية الجديدة كانت مجرد خدعة لإنجاح المخطط الصهيوني في اسرع وقت فإسرائيل الورقة الرابحة في يد امريكا لضمان هيمنتها على دول المنطقة لعدم وثوقها تمام الثقة في النظام الملالي الذي يعلن تمرده عليها من وقت لآخر بتقربه من الصين وروسيا فرغم علاقة ترامب القوية ببويتن الذي ساعده في الفوز خلال فترة ولايته الأولى لكن في السياسة لا يوجد اصدقاء للأبد ولا أعداء يوجد فقط مصالح لذا لن أسمح لأحد من حلفاءي أن يلعب من ورائي
ولأن اللعبة مستمرة سوف يظل للحديث بقيه وسوف أظل كلاعب الشطرنج اعدل من آرائي فالجمود الفكري مهلك.
إضافة تعليق جديد