بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله غافر الذنب قابل التوب شديد العقاب ذي الطول لااله الا هو و اليه المصير، الحمد لله الذي يقول للشئ كن فيكون وبرحمته نجى موسى وقومه من فرعون، الحمد لله الذي كان نعم المجيب لنوح لما دعاه وبرحمته كشف الضر عن يونس اذ ناداه وأشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله و سلم وبارك عليه ما ذكره الذاكرون الأبرار، وصلى الله و سلم وبارك عليه ما تعاقب الليل والنهار، ونسال الله تعالى أن يجعلنا من امته وأن يحشرنا يوم القيامة في زمرته ثم أما بعد إن قضية نشر صور النساء التي تحدث الآن، وتبادلها في الجوالات واضح التحريم، ولعلك يا عبد الله تتمعن في هذا الحديث، حيث قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه البخاري " لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها " وما معنى فتنعتها لزوجها ؟ أي تصفها لزوجها في بدنها ونعومته، وجسدها أو ليونته.
وما فيها من أنواع الجمال كصفة الوجه والكفين ونحو ذلك، كأنه ينظر إليها الوصف الدقيق، فما بالكم إذا كانت صورة تنقله بدقته وتأخذه بتمامه، فإيهما أولى بالتحريم ؟ فإذا كان قال لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها، وهو متزوج عنده امرأة، لا تنعتها كأنه ينظر إليها، فما بالكم بالصورة التي تغني عن الوصف تماما، وتزيد عليه، وأيهما أولى بالتحريم ؟ وإذا تناقل صور النساء ولو كانت عما يسمى بالفضائح أو غيرها أمور محرّمة لا تجوز، وهذه الشرور قد حذرنا منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن أساليب جذابة في العرض لكي يجمّلها في الأعين، ثم يتلقف هذه التقنية من الفسقة والفاسقات ما يريدون به إشاعة الفاحشة بيننا، وتبتز النساء، فاعلموا يرحمكم الله بأن تصوير النساء في الأعراس والحفلات والمدارس والكليات تركب على صور خليعة.
من الشبكة المشبوهه، ثم يحدث الإبتزاز وإرادة هدم البيوت وهذه فتاة إنتحرت وهذه أصيبت بمرض مستمر وتلك إعتزلت في بيتها ستة أشهر، وأخرى طلقها زوجها، وبعضهن بريئات وبعضهن ظالمات مفتريات، فالبريئة من الذي يصدّق براءتها ؟ وأن هذه مركبة؟ وأنها التقطت بغير علمها ونحو ذلك، وتخرب البيوت وتعطل النساء عن الزواج وتحصل الفضائح في المجتمع، ويقوم شباب مسعورون من الذين يريدون أن تشيع الفاحشة بالتصوير والنقل والفضح، دون مراعاة لحرمات الله، إنهم ينتهكون حدود الله، وقد قال عليه السلام والصلاة "إن الله فرض فرائض فلا تضيّعوها، وحدّ حدودا فلا تعتدوها وحرّم حرمات فلا تنتهكوها" ولقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام يبطش متى كان يبطش ؟ وما انتقم لنفسه قط، إنما كان ينتقم عندما تنتهك حرمة الله.
ولقد أمر بإخراج من كان يصف النساء من البيوت، وحذر من الدخول، كما قال صلي الله عليه وسلم " لا يدخلن هذا عليكن " فحجبه مع أنه مريض ليس فيه شهوة النساء أصلا، لكن لأنه صار يلتفت إلى معالم الجمال في المرأة، وينقل ذلك الوصف، وتأتي الفتاة الخبيثة الموكلة بأخذ الصور لتجلس بين المدعوات وقد امتلئ قلبها حقدا على هذه العائلة المحترمة، بيدها " التليفون المحمول " لتصور وتنقل للعروس وغيرها من النساء الحاضرات، وتنقل الصور وتوزّع في الاسطوانات، وفي مواقع الإنترنت، ليفاجئ هذا بصورة زوجته قد أخذت خلسة، والآخر بصورة زوجته أو ابنته، أو أخته ونساء أهل بيته، وقد أسفرت القضية عن قطيعة للأرحام وأسفرت القضية عن ترك بعض المخلصين لحضور الزواجات، وفعلا، إنه قرار صائب عندما لا تكون هناك الإحتياطات.
فأعرب العدد من الرجال عن إتفاقهم مع نسائهم على عدم حضور حفلات الزفاف مع إنها لأقارب خشية هذه القضية، وكذلك صارت هناك الحاجة حقيقة للإحتياطات الكثيرة، فاللهم إنا نبرأ إليك مما فعل السفهاء منا ونعوذ بك من هذا الباطل والفحشاء، ونجأر إليك أن تطهّر قلوبنا وبيوتنا ومجتمعاتنا من الرذائل والفواحش يارب العالمين، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
إضافة تعليق جديد