رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الأربعاء 19 مارس 2025 4:25 م توقيت القاهرة

فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا

 
بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله وصحبه أجمعين أما بعد سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله عن ما يسمى بدبلة الخطوبة؟ فأجاب أنه لا يجوز التختم بالدبلة لأنه تشبه بالكفار، فقد جاءت هذه العادة من الكفار، وكما جاء في الحديث " من تشبه بقوم فهو منهم " رواه أبو داود، فتذكري أختي المسلمة قول النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم " لما عرضت عليه النار ورأى أكثر أهلها النساء، فقال " رأيت أكثر أهلها النساء قالوا بما يا رسول الله ؟ قال يكفرن، قيل يكفرن بالله ؟ قال يكفرن العشير، أي عشرة الزوج ويكفرن الإحسان، لو أحسنت إلى إحداهن الدهر كله، ثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط " 

فيا أيتها الزوجة كوني له أرضا يكن لكي سماء، واقرئي وصية السيدة أسماء بنت خارجة وهي امرأة عوف الشيباني، إلى إبنتها قبل زفافها، تجدي فيها كلمة جامعة لأصول المعاملات الزوجية والآداب التي يجب أن تتحلى بها كل فتاة مقبلة على الزواج، فتقول السيدة أسماء لابنتها " أي بنية إن الوصية لو تركت لفضل أدب لتركت ذلك منك ولكنها تذكرة للغافل ومعونة للعاقل ولو أن امرأة إستغنت عن الزوج لغنى والديها وشدة حاجتها إليها كنت أغنى الناس عنه، ولكن النساء للرجال خُلقن ولهن خُلق الرجال، أي بنية أنك تفارقين بيتك الذي منه خرجتي وتتركين عشّك الذي فيه درجت، إلى رجل لم تعرفيه، وقرين لم تألفيه، فكوني له أرضا يكن لك سماء وكوني له مهادا يكن لك عمادا وكوني له أمة يكن لك عبدا. 

واحفظي له خصالا عشرا يكن لك ذخرا، أما الأولى والثانية، فالخشوع له بالقناعة وحسن السمع والطاعة، وأما الثالثة والرابعة، فالتفقد لموضع عينه وأنفه، فلا تقع عينه منكي على قبيح ولا يشم منك إلا أطيب ريح، وأما الخامسة والسادسة فالتفقد لوقت منامه وطعامه، فإن الجوع ملهبة وتنغيص النوم مغضبة وأما السابعة والثامنة فالإحتراس بماله والادعاء على حشمه وعياله فملاك الأمر في المال حسن التقدير وفي العيال حسن التدبير، وأما التاسعة والعاشرة، فلا تعصين له أمرا ولا تفشين له سرا، فإنكي إن خالفت أمره أوغرت صدره وإن أفشيت سره لم تأمني غدره، ثم إياك والفرح بين يديه إن كان ترحا، أو الترح بين يديه إن كان فرحا، فإن الخصلة الأولى من التقصير، والأخرى من التكدير، وكوني ما تكونين له إعظاما. 

يكن أشد ما يكون لك إكراما وأشد ما تكونين له موافقة، يكن أطول ما يكون لك مرافقة، واعلمي أنك لا تصلين إلى ما تحبين حتى تؤثري رضاه على رضاكي وهواه على هواكي، فيما أحببت أو كرهت والله يخير لكي " ويا أختي الكريمة كوني لبقة، فاللباقة تعني بكل بساطة الكلمة المناسبة، ورد الفعل الذكي، أو بعبارة أخرى أن المرأة اللبقة هي التي تلبس لكل حال لبوسها وتستطيع أن تحول الموقف المضاد بذكاء الكلمة والفعل إلى صالحها، ومما نقش في ذاكرة التاريخ مما يدل على لباقة بعض النساء، أن خالد بن يزيد بن معاوية وقع يوما في عبد الله بن الزبير منافس بني أمية اللدود وأقبل يصفه بالبخل وكانت زوجته رملة بنت الزبير أخت عبد الله بن الزبير جالسة فأطرقت ولم تتكلم بكلمة. 

فقال لها خالد ما لك لا تتكلمين ؟ أرضى بما قلته، أي موافقه علي هذا الكلام، أم تنزّها عن جوابي ؟ فقالت لا هذا ولا ذاك، ولكن المرأة لم تخلق للدخول بين الرجال ؟ إنما نحن رياحين للشمّ والضّم فأعجبه قولها ورجاحة عقلها.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.