رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

السبت 17 مايو 2025 4:08 م توقيت القاهرة

فسحة الإنطلاق ببشائر الإسلام

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله الذي تفرد في أزليته بعز كبريائه، وتوحد في صمديته بدوام بقائه، ونور بمعرفته قلوب أوليائه، وطيب أسرار القاصدين بطيب ثنائه، وأسبغ على الكافة جزيل عطائه، وأمن خوف الخائفين بحسن رجائه، الحي العليم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في أرضه ولا سمائه، القدير لا شريك له في تدبيره وإنشائه، وأشهد إن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو علي كل شيء قدير، يارب أنا من أنا أنا في الوجود وديعة وغدا سأمضى عابرا في رحلتي، أنا ما مدت يدي إلي غيك سائل فارحم بفضلك يا مهيمن ذلتي، وأشهد أن سيدنا وحبيبنا وشفيعنا محمد عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه، خاتم أنبيائه وسيد أصفيائه، المخصوص بالمقام المحمود، في اليوم المشهود، فجمع الأنبياء تحت لوائه، آيات أحمد لا تحد لواصـف ولو أنه أملى وعاش دهورا.

بشراكمو يا أمة المختار في يوم القيامة جنـة وحريرا، فضلتمو حقا بأشرف مرسل خير البرية باديا وحضور، صلى عليه الله ربى دائـما ما دامت الدنيا وزاد كثيرا، وعلي اله وأصحابه ومن سار على نهجه وتمسك بسنته وإقتدى بهديه واتبعهم بإحسان إلي يوم الدين ونحن معهم يا أرحم الراحمين ثم أما بعد إنه عندما تنتهي السنة الهجرية من كل عام هجري، يتذكر المسلمون ذلكم الحدث التاريخي العظيم، الذي قلب وجه العالم، وغير مجرى التاريخ، من حياة الصد والعناد، والوقوف في وجه الدعوة الإسلامية المباركة، إلى فسحة الإنطلاق ببشائر الإسلام وتكسير القيود التي كانت تحول دون ذلك، إنه حدث الهجرة النبوية، الذي كان سنة في معظم أنبياء الله تعالى، حيث قال تعالى في حق خليله إبراهيم عليه السلام " ونجيناه ولوطا إلي الأرض التي باركنا فيها للعالمين " 

وكما قال تعالى في حق نبيه لوط عليه السلام " فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون " وقال تعالى في حق نبيه شعيب عليه السلام " قال الملأ الذين استكبروا من قومه لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا معك من قريتنا أو لتعودون في ملتنا " وقال الشيخ الخضري وهو يتحدث عن هجرة النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم "وبهذه الهجرة تمّت لرسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم سنّة إخوانه من الأنبياء من قبله، فما من نبي منهم إلا نبت به بلاد نشأته، فهاجر عنها، من الخليل إبراهيم أبي الأنبياء وخليل الله إلى عيسى كلمة الله وروحه عليهم جميعا الصلاة والسلام" ولقد عانى رسول الله المصطفي صلى الله عليه وسلم من أذى قريش الشيء الكثير، ورأى أن أرض مكة بعد مرور ثلاث عشرة سنة لم تؤت ثمارها المرجوة.

بعدما رفضت خمس عشرة قبيلة دعوته، بل أقفلت في وجهه الأبواب، وعاش الإضطهاد والنكال، وقذفوه بالحجارة، وأُهين هو وأصحابه، وتنامت عداوة قريش له، حتى إنهم دبروا المكائد والمؤامرات للقضاء عليه وعلى دعوته، وهنا قال الله تعالى كما جاء في سورة الأنفال " وإذ يمكر بك الذين كفروا ليثبتوك أو يقتلوك أو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين " آنذاك قرر النبي صلى الله عليه وسلم وهو المسدد بالوحي أن يتحول إلى المدينة، وخطط لهذا الأمر تخطيطا محكما، تحرسه عناية الله تعالى وجميل تدبيره، ودار هذا التخطيط على إختيار الشخص المناسب في المكان المناسب وحسن توظيف الطاقات، وتجلى ذلك في إختيار الصديق المناسب، القادر على إنجاح العملية، وكان أبا بكر الصديق رضي الله عنه، وهو دور الكبار.

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.