رئيس مجلس الإدارة   
            د/ نبيلة سامى                   

                                               

          صحافة من أجل الوطن 

              (  مجلة مصر )

                             ( أحدث إصدارتنا)

الجمعة 7 فبراير 2025 3:59 م توقيت القاهرة

فريدة حسب النبى تكتب . روشتة للتخلص من العادات السيئة

د. عزة كريم    : تركيز الإعلام على التقاليد الجميلة هو الحل د. إنشاد عز الدين : معالجة المشكلة تحتاج حل لأزمة " الهوس الإعلامى " العادات والتقاليد ، وخاصة السيئة منها عبارة عن أنماط سلوكية ، سرعان ما تتحول إلى سلاسل حديدية تقيد حركة المجتمع إلى التقدم والرقى ، وخاصة عندما يكون هناك إعلام يأخذ بالمجتمع كله فى الإتجاه المعاكس . وتكمن خطورة تلك العادات فى أنها تتحول إلى عرف عام ، يتحول إلى قانون صارم وضابط لسلوكيات الناس ، خاصة وأن العرف يعد أحد أهم مصادر التشريع فى كل الفلسفات القانونية الموجودة فى العالم. ومن العادات السيئة والخطيرة ، تلك الموجودة فى بعض محافظات الصعيد ، وخاصة تلك التى يوجد بها قبائل عربية كالمنيا وقنا وسوهاج والأقصر وأسيوط ، حيث عادة عدم زواج الفتاة من غريب ، وإجبارها على زواجها من أحد أقاربها ، حتى ولو صغيرا عنها ، أو أقل منها فى المستوى التعليمى ، أو حتى كان متزوجا بأخرى ، وتصل المأساة إلى قمتها هناك ، بإجبار الرجال على الزواج من فتيات أقارب لهم ، وهى فرمانات ينفذها الرجل طاعة منه لأمر كبير العائلة ، حتى ولو كان الرجل استاذ جامعى أو وكيل نيابة أو ضابط شرطة ، وحتى ولو كان كبير العائلة أو القبيلة رجل أمرى لا يقرأ ولا يكتب. والعجيب فى الأمر أنه على الرغم من ثورة الاتصالات الأخيرة المتمثلة فى النت والموبايل ومواقع التواصل الاجتماعى ، مازالت عادة حرمان العريس من الجلوس مع العروس مستمرة فى بعض تلك العائلات والقبائل ، وبرغم النتائج الكارثية التى تترتب عليها فيما بعد ، وذلك بالتوازى مع عادة المغالاة فى الشبكة والمهر فى بعض عائلات محافظات وجه بحرى ، وخاصة فى بعض عائلات محافظة المنوفية . والأعجب من ذلك كله ، هو أن عادات صعيدية مازالت مستمرة ، برغم أنها تعكس جانبا كبير من الجهل وعدم الإيمان الكامل ، منها شق الجيوب فى المناحات على المتوفى ، وتلطيخ الناس لملابسهن بالطين ، وربط ملابس المتوفى على خصرهن لمدة أيام متواصلة ، ناهيد عن عادة الندابة ، التى كانت النساء يجلسن حولها فى شكل دائرة ، هى فى وسطها ، وتقوم بانشاد البكائيات ، فى مشهد تمثيلى ، حيث كانت الندب فى فترة من الفترات وتحت وقع الفقر المدقع ، بمثابة وظيفة لبعض السيدات كبيرات السن . الدكتورة عزة كريم رئيس المركز القومى للبحوث الاجتماعية سابقا ، تؤكد أن التخلص من هذه العادات ليس سهلا ، وخاصة العادات السيئة ، وذلك لأن مهمة التخلص منها يحتاج تكاتف من الدولة والمجتمع ، وخاصة الإعلام والجمعيات والمؤسسات المعنية بالمرأة ، لتوعية الناس بمدى مخاطر العادات السيئة ، مشيرة إلى أن عادة زيارة القبور مثلا تحتاج لخطة توعوية يتم التنسيق فيها بين الإعلام والمؤسسة الدينية . وقالت "كريم" : إن العادات والتقاليد التى نتحدث عنها ، ونناقشها الآن ، هى عادات مترسبة من زمن بعيد ، ولكنها بدأت تقل فى الفترة الأخيرة ، كعادة الثأر مثلا ، وذلك حدث مع تغيير الثقافة ، مشيرة إلى وجود فارق كبير حاليا بين فكر الناس وبين أشياء كثيرة اكتسبوها كعادات وتقاليد ، ويتضح الفرق فى سلوكيات جديدة أكثر تحضرا وأكثر عقلانية وتماشيا مع روح العصر مع الحفاظ على الحد الأدنى الثوابت القيمية . وأضافت أن التمسك بالعادات السيئة برغم سلبياتها راجع إلى الانفتاح والثقافة الجديدة الدخيلة علينا والمطلوب توعية الناس بها ، وعلى الدول أن تركز على الايجابيات عبر وسائل الإعلام ، وعرض العادات بطريقة تبعدنا عن السلبى منها. الدكتورة إنشاد عز الدين ، أستاذ علم الاجتماع والعلاقات الاجتماعية بجامعة المنوفية ، اتفقت فى الرأى مع الدكتورة عزة كريم فى نقاط عديدة ، وقالت : الإنسان لابد وأن يكون لديه الوعى الكافى لاتباع العادات الجيدة والبعد عن العادات السيئة ، فمثلا عادة التفاف الناس حول بعضها البعض فى حالة الأزمات ، كالحريق أو سقوط منزل ، وخلافه ، عادة جيدة جدا ، يجب تشجيع الناس على التمسك بها . وأكدت "عز الدين" أن الاعلام عليه الدور الأكبر ، لافتة إلى أن الإعلام به فى الوقت الحالى سلبيات كثيرة تعوقه عن تحقيق الهدف الذى نحن بصدد الآن ، مستدلة على ذلك بتركيز وسائل الإعلام كلها على أحداث جانبية وتافهة كأقوال سائق التوكتوك و زوج أخت مرسى ، وذلك لتضخيمها واستغلالها فى الترويج الإعلانى ، غير عابئة بالمردود السلبى على الشعب من جراء تجاهل قضايا أكثر حيوية وأهمية ، واصفة الإعلام الذى يهتم بمثل تلك القضايا التافهة بـ " الهوس الإعلامى " ، مشددة فى ختام كلامها على ضرورة عدم التمسك بالشكليات أو التطرف فى التسمك بها ، قائلة : يجب عدم اتباع عادات سلبية ومعطلة ، أو نقول وراءها " أمين" بدون إعمال العقل فيها .

تصنيف المقال : 

إضافة تعليق جديد

CAPTCHA
This question is for testing whether or not you are a human visitor and to prevent automated spam submissions.