دعنا نتفق مبدئياً فى بحث الإنسان ،عن الحب والحنان، عن الجمال فى الطبيعة،عن طلب الحرية والعدل ، عن السلام والتسامح ، أمور عديدة يظل الإنسان يبحث عنها ، تتجسد مطالبه، بالغناء والموسيقى ، وكافة الفنون ، التى تتجلى فى صياغة لغوية ، تتسم بالجمالية فى الشعر ، إن كان عامى أو فصيح،فى القصة والرواية والمسرحية وغيرها من الفنون . وقد حظى الأدب على مر التاريخ باهتمام كبير، ظهر هذا واضحاً ، فى طرح لنماذج الأبطال ، ووصف للمعارك وأحوال الحروب، وقصص الحب ، والمجاعات والكوارث وغيرها ، ما ينقل للعقول الخبرات ، والعظات والعبر ، التى تضىء الطريق ، أمام العامة والخاصة . لن أطيل عليكم ، فما دفعنى لكلامى السابق ، إضطررت لركوب أحد التكاتك ، وكانت الفاجعة ، يشغل الكاسيت بأعلى مستوى صوت ، ولا يعرف هذا السائق أى شىء عن القانون الذى يجرم التلوث السمعى، ولا يراعى الركاب الذين معه أصحاء أو مرضى ، ناهيك عن ذلك كله ، الأغنية التى يسمعها السائق بصوت صاخب مقززة ، وتصيب من يسمعها بغصة فى الحلق وبغصة فى المرىء . ظلموا التوكتوك و اتهموه بالدلع ، والحقيقة أن بعض البشر يميلون للقبح ، فيما يسمعون ، وظهر ذلك فى سلوكهم ، وقولهم ، حتى الشعور . انحدار واضح فى الثقافة وأساليب الخطاب واللغة ، ضجيج وعشوائية ، فى إختيار الكلمات المغناه ، جمود فكرى ، جعل الوضع يتفاقم وخاصة بسبب الذين شوهوا ثورة 25 يناير 2011 ،واستغلوها فى إظهار كل الجوانب السيئة فى المجتمع، حيث كنا إلى أن قامت تلك الثورة ، مهتمين بالأدب وكتابات الشعراء ، التى تجسدت فى ثورة 1919 ، وثورة يوليو 1952 ، من خلال أشعار المبدعين ، وكتابات المفكرين ، حتى على المستوى العالمى ، إزدهار الحضارات ، وخاصة الحضارة التى إستقرت فى أوروبا ، كانت نتاج الأدب ، الذى أبدعه شكسبير ودانتى ،وهنريك أبسن ، وروايات ديكنز ، التى دفعت الحكومات البريطانية للإهتمام بأحوال السجون ، كما حفزتها على رعاية الطفولة المشردة ، كذلك فى مصر والعراق ، والصين والهند واليونان ، وفارس والرومان ، والحضارة الإسلامية فى الجزيرة العربية ، والشام والأندلس ، يؤكدون على قيمة الأدب بكل فنونه . المشهد على جميع الأصعدة ، يدل على التفسخ والتفكك والانفلات ، فى ظل غياب ، قادة يرتكزون على ثقافة ودين ، وتربية رفيعة ، ووطنية راسخة ، فى ظل غياب ، مؤسسات تعليمية وثقافية مسئولة ، مع وجود آباء إستسلموا ، وعجزوا عن التوجيه والحوار ، فضلا عن سوءات وسائل الإعلام ، وإنتشار الألفاظ البذيئة ، التى لحقت السينما والمسرح ، التى سرعان ما التقطتها الألسنة ، كما يلتقط الحطب شرارات عابرة . الإنسان المصرى بحاجة ماسة ، إلى تربية أخلاقية تعيد إليه منظومته الإنسانية ، وترده إلى القيم ، التى تبنى الشعوب .
إضافة تعليق جديد